الاثنين 28 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

عذراً علي عبدالستار

Time
الخميس 10 مارس 2022
السياسة
طلال السعيد

لم يكن واردا في ذهني الكتابة عن مثل هذا الموضوع، فقد اصبح تاريخا، والتاريخ في عهدة كتّاب التاريخ، ولكن يلزمني الواجب الإدلاء بشهادة حق في موضوع عشت احداثه، وكنت شاهد عيان عليه في ذلك الوقت، وهو موضوع الفنان القطري الكبير علي عبدالستار الذي ارسل «يتشره» على تجاهل موقفه العظيم اثناء الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، وما فعله في العاصمة القطرية الدوحة لنصرة قضية الكويت في ذلك الوقت، فما قام به هذا الفنان الراقي جدا لايمكن لاحد ان ينكره او ينساه، او حتى يتناساه، الا اذا كان عامدا متعمدا!
كنت شخصيا في دولة قطر في اول ايام الغزو، وتابعت تحركات الفنان القطري الكبير علي عبد الستار وتعاطفه الكبير مع قضيتنا في موقف عظيم يتناسب مع سياسة الدولة القطرية، وكان تحركه واضحا في تنظيم التجمعات والندوات، ولم شمل الفنانين الكويتيين مع بقية زملائه، امثال غانم السليطي والمرحوم عبدالعزيز حسن وغيرهم من الفنانين الذين لا يتسع المجال لذكرهم حاليا، لكن اسماءهم مكتوبة بحروف من ذهب في قلب كل كويتي مخلص عايش تلك المرحلة!
وحين يخرج منشور، لا اعرف كيف خرج، ولا اعرف مثلي مثل عباد الله الكويتيين، الجهة التي اخرجته فهي غير معروفة، وان كان مسماها يوحي بانها كبيرة، الا ان الاسم من دون مسمى برأيي الشخصي لا قيمة لمثل هذا المنشور، ولا يمثل رأيا عاما كويتيا، وليس لمصدره ثقل سياسي ليعتمد هذا المنشور الذي ذكر بعض الفنانين، واغفل الدور المهم جدا الذي قام به فنان قطر علي عبد الستار، ومساهماته الكبيرة التي لم تقتصر على المسارح فقط، بل حتى بيت سكنه كان مفتوحا للكويتيين، خلاف تنظيمه للملتقيات، والندوات، والاغاني الوطنية التي كان لها صدى كبير بين الناس تثير الحماسة، وتبقي القضية ساخنة على كال المستويات.
لم يتخاذل علي عبدالستار، ولم ينس الكويت ايام محنتها مثل بعض الفنانين المعروفين بالاسم، والذين كان فضل دولة الكويت عليهم كبيرا، فلم يكن لاحد ان يعرفهم لولا الكويت، واعلامها، واعلامييها!
المؤسف حقا ان ذاكرة البعض منا ضعيفة جدا تناست الغزو وتداعياته، ولم تفرق بين من وقف معنا ومن وقف ضدنا، فرفضت جراحنا التي سببها الغزو العراقي الغاشم واستضافت من لم يناصرونا، ولو بتصريح، بل وكرم البعض منهم على ارضنا، وهم لا يستحقون التكريم، فأمثال علي عبدالستار هم الاولى بالتكريم، فهم الذين يستحقونه، فقد كانوا كويتيين اكثر منا في وقت المحنة وليس من عادات الكويت ان تنسى من وقف معها ليأتي مثل هذا المنشور غير الجدير بالاهتمام ويتجاهل عطاء فنان كبير لا يمكن لنا ان ننساه.
عذرا علي عبدالستار ان تجاوزك هذا المنشور الذي لا يمثل الا رأي اصحابه فقط، وهم قلة قليلة، يسمعون عن احداث الغزو ولم يعايشوها، وكان الواجب على من لا يعرف ان يسأل قبل ان يصدر الحكم، فالتاريخ مثل الشمس لا يمكن ان يغطيها المنخل، ولا تزال فناننا الكبير الذي شرفنا بمواقفه، واطربنا في اغانيه، ولا زلنا نحبك ونحب ان نسمع سواليفك... زين.

[email protected]
آخر الأخبار