الاثنين 23 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

عرضة الكويت

Time
الأحد 20 فبراير 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

تميز الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، باللعب بالسيف في العرضة النجدية، وحين كان يستل سيفه يتوقف الاخرون فليس هناك من يجاريه، الا انه لا يدخل العرضة ما لم يعجبه الاداء والنغم والكلام المغنى.
وحين استل سيفه بعد أن "شالت" فرقة الدرعية "نجد شامت لابو تركي"، ولعب معهم اضاف للفن الشعبي كله، وكأنه يقول هكذا تلعب الملوك، بعدها امر لكل واحد من الفرقة بعشرة آلاف ريال، كذلك الملك حمد بن عيسى ملك البحرين حين شارك فرقة المحرق العرضة امر لكل فرد منها بألف دينار.
في المقابل سمو رئيس وزرائنا شارك بالامس الفرق الشعبية العرضة ثم تشكر منهم وغادر، وكأنه يقول لهم "يكفيكم شرفا انني شاركتكم العرضة"!
هؤلاء هم البقية الباقية من اهل العرضات من الفرق الشعبية، وهم منذ التاسعة صباحا يقدمون فنونهم بانتظار الرئيس الذي لم يصلهم الا عند الرابعة عصرا، والمكافأة لكل فرقة ألفي دينار فقط، وليست مباشرة من يد الحكومة الى ايديهم، بل عن طريق المتعهد الذي استلم 75 ألف دينار ليعطي كل فرقة ألفي دينار لاغير!
ولعلم سمو الرئيس اذا كان يهمه الامر، كل الفرق الشعبية تلاشت بشكل لافت للنظر، ولم يبق منهم سوى هذه الاعداد القليلة التي تشارك على استحياء، بينما كانت في السابق تفوق الخمسين فردا في كل عرضة، خلاف الاحتياط، وحملة البنادق، ثم هجر الناس العرضة مشاركة ومشاهدة، نظرا الى الاهمال وضعف المكافآت، وعدم التشجيع، فمن يصدق انه بمناسبة رفع العلم تكون مكافأة الفرقة كلها ألفي دينار، بينما تكلفة لباس المشارك خمسين دينارا على الاقل، وتكلفة طبل العرضة وحده مئة دينار، فكم سيكون نصيب الفرد؟
مع العلم أن هناك اربع فرق معترف فيها رسميا رفضت المشاركة لضعف المكافأة، وهنا السؤال الى سمو الرئيس: اذا كانت العرضة هي فن الكويت الشعبي الرسمي، فلماذا تركتموها تنحدر الى الدرك الاسفل، ولماذا لا تحموها من الانقراض، وماذا ستخسر سموك لو امرت للفرقة التي شاركتها العرضة بالامس بعشرة الاف دينار من مصاريف مكتبك؟ ستجدهم في المناسبات المقبلة ينتظرون مشاركتك؟
سمو الرئيس انت تجيد لعب العرضة وتتذوقها، لكن الاخرين بحاجة الى اعادة تدريب فهم لا يعرفون الفرق بين رقص "السامري" و"الاستنزال"، وفن اللعب بالسيف بالعرضة، رقصة الحرب العظيمة، التي تثير الحماسة لدى المقاتلين اثناء الاستعداد للحرب، والتي تعتبر الفن الشعبي الرسمي لدولة الكويت منذ الازل، وشارك فيها حكام الكويت منذ عهد مبارك، وكانوا يستقبلون بها الزوار ويحيون بها الحكام، وتزهر بها الساحات!
سمو الرئيس، عظم الله اجرك في عرضات الكويت، والتي تسببت الحكومات المتعاقبة، بما فيها حكومتكم، في دمارها واندثارها، وعزوف الناس عن متابعتها وتذوقها، واصبحنا بلا هوية، وهنا يجب التوقف فالهوية الوطنية هي الجزء الاهم من الولاء الوطني، والذين رأيتهم بالامس هم البقية الباقية، ولن يستمر هؤلاء، فمن لم يتوفاه الله منهم ابتعد عن المشاركة، وهناك عزوف كبير من الشباب عن المشاركة بالعرضات لعدم وجود الحافز، وعدم الرغبة، وكأن الفن الشعبي مات، واندثرت معالم هويتنا الوطنية، فهل تستطيع انقاذ ما يمكن انقاذه، او أنهم وعرضاتهم آخر همك... زين؟

[email protected]
آخر الأخبار