عز وفخر

طلال السعيد

بالامس القريب كان مدعو الوطنية، وابطال الورق من الذين يسمون انفسهم معارضين ومن في حكمهم، ونحن نعلم انهم ابعد ما يكونون عن المعارضة، نقول كان هؤلاء المعارضون، تجاوزا، حين رفع سمو الشيخ جابر المبارك شعار "هذي لكويت صل على النبي"، فاقاموا الدنيا ولم يقعدوها، واصبحوا يتندرون على هذا الشعار الذي كانت الكويت كلها تردده مع سمو الشيخ جابر المبارك، حفظه الله، فلم تكن قضيتهم الشعار نفسه، بل كان القصد الذي رفع هذا الشعار في محاولة للانتقاص من حقه وتأليب الناس عليه، وقد يكونون نجحوا في خداع بعض الناس بعض الوقت، لكنهم لم يستطيعوا خداع كل الناس كل الوقت!
ها هي الايام تثبت فبعد ان تولى الامر معارضو الامس ظهر لنا شعار "عز وفخر"، والهوية البصرية التي لا يكاد يراها مواطن واحد مع شعارهم الذي صوروا لنا انه عظيم، فيما سكتت معارضة الورق عنه، ولم يعترض احد كما حصل مع سمو الشيخ جابر، ويبدو ان الهوية البصرية التي لم يسمعوا بها من قبل قد ادهشتهم فلم ينطق واحد منهم بكلمة واحدة.
شعارهم هذه السنة فاقد للهوية الوطنية والهوية البصرية التي يدعونها، فلا عز ولا فخر، وراء شعار "عز وفخر"، هذا الشعار غير المؤهل للحفظ، او حتى الترديد من قبل الشارع الكويتي عكس شعار سمو الشيخ جابر المبارك، الذي هو على كل لسان وسهل ترديده، بل قابل للحفظ من الصغار والكبار!
كان الاولى ان يكون شعار هذا العام العودة للاصالة او استعادة "كويتيتنا" المخطوفة من المستوطنين، الذين فرضوا علينا لهجاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ورقصاتهم واهازيجهم، حتى ضعنا في سط الزحام وتغيرت مفردات لهجتنا، ولم نعد نمارس "كويتيتنا" التي عرفناها وعرفت بنا، فهل هذا هو العز والفخر الذي تقصدونه؟
اي عز وفخر وليس هناك وجه كويتي يمثل اصالة الكويت، وليس هناك كلمة كويتية تشعرنا بتراثنا العظيم، فاخذوا عزكم وفخركم لكم، وابحثوا لنا عن شعار يعيدنا الى اصالة المجتمع الكويتي صاحب التراث الزاخر، ان كان من البر او البحر، ويجعل من العيد الوطني عيدا كويتيا اصيلا يعيد الوطن "المخطوف" الى اهله، وليكن الشعار "الكويت لاهلها"، فقد اصبحنا، ومع شديد الاسف نشعر، بالغربة في وطننا، فكل ما نراه ونسمعه غريبا علينا لدرجة جعلتنا نشعر باننا نحن الدخلاء على الوطن، ومجاميع المستوطنين هم اصحاب الحق والاولوية لهم، فهل من شعار غير عز وفخر يعيدنا الى الكويت ويعيد الكويت لنا... زين؟