الجمعة 16 مايو 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

عزة بدر: ملفات مهمة في تاريخنا الثقافي ينبغي أن نفتحها

Time
الأربعاء 08 يوليو 2020
View
5
السياسة
القاهرة -آية ياسر:


تتنوع أعمالها بين الرواية، والقصة،والشعر، والمقالات الصحافية، والدراسات الأدبية، وأدب الرحلات، وتمتاز كتاباتها بشاعرية وصفاء اللغة ورشاقة الألفاظ، في عوالم ثرية بالتأملات، إذ تنتقي درر التراث الثقافي، وتدفع بالإنسان إلى آفاق الخير والحق والجمال، تغوص في عالم المرأة العربية وقضاياها، وتتوغل في عمق الحياة الاجتماعية والتاريخ لترسم بإبداع ملامح الأمكنة وتجلياتها، فازت بجائزة اتحاد كتاب مصر في القصة القصيرة لعام 2019، عن مجموعتها القصصية "موجة دافئة".
حول الجائزة ومجموعتها القصصية الفائزة، ومشوارها الإبداعي، أكدت الكاتبة والناقدة عزة بدر في حديث لـ"السياسة"أن مجموعتها القصصية "موجة دافئة" تستلهم عالما ينعم بالدفء، والحب، والسلام، فيما أعمالها الشعرية تغوص في عوالم المرأة أننا، كما طالبت بخطاب ثقافي يواكب معطيات العصر مشيرة إلى أن هناك ملفات مهمة في تاريخنا الثقافي تحتاج إلى أن نفتحها الآن، من بينها كتابات ظلم أصحابها وتم الافتئات عليها، وفيما يلي التفاصيل:
ما ملابسات ترشحك لجائزة اتحاد الكتاب في القصة القصيرة ؟
تقدمت إلى الجائزة، لأهميتها في تشجيع الكُتاب والاحتفال بالأعمال المبدعة والجيدة في الوقت نفسه.
كيف تلقيتِ خبر فوزك؟
سعدت كثيراً بفوزي بالجائزة عن المجموعة القصصية "موجة دافئة".
ما القضية التي تدور حولها المجموعة؟
تضم عددا كبيرا من القصص التي تجلو عوالم البحر، وتعبر عن تجربة الحياة بطرائق فنية، كتبت بلغة شاعرة تصور دنيا الواقع ودنيا الخيال معاً؛ فكانت هذه الموجة الدافئة التي تريد للزبد أن يذهب جفاء، وأن ينعم العالم بالدفء،والحب،والسلام،بعيداً عن الحروب والصراعات، أبطالها يسعون للشعور بالمحبة.
هل اختلف الأمر فيما يتعلق بمجموعتك القصصية الجديدة "صورة للعائلة"؟
هذه المجموعة إبحار في عوالم الأسرة، تعمقت في تحليل المشاعر والعلاقات التي تربط أفراد العائلة معاً، تتجلى فيها العلاقة بين الرجل والمرأة من خلال مجموعة من القصص منها، "صورة للعائلة" و"وردتان ودمعة."
ثوب غزالة
كيف جسدتِ تجربة الغربة عن الوطن في روايتك "في ثوب غزالة"؟
هي رحلة إلى الشرق؛ اذ تسافر البطلة برفقة زوجها مغتربة عن الوطن، باحثة عن ذاتها في غربتها، لكنها تستطيع تحقيق ذاتها في المجتمع العربي الجديد الذي ذهبت إليه؛ فهناك تكتشف الذات والآخر، تندمج في المجتمع الجديد، تصف الرواية بيوت مكة المكرمة والأماكن المقدسة، وأسواقها ومظاهر الحياة الاجتماعية من أفراح وحفلات للشعر ومجتمع الجامعة، تحقق حلمها في زيارة بلد النبي صلى الله عليه وسلم، في الوقت نفسه ترصد الرواية مفارقات الرحلة، وملامح الاغتراب الذي قد يكون داخلياً.
هل رصدت حياة المرأة هناك؟
بعدما تنجح البطلة في تحقيق ذاتها، تكتشف أن ذلك هو حلم المرأة في كل مكان، تصف مهرجان "القيس" الشعبي الذي كان يقام في مكة المكرمة خلال ستينات القرن الماضي، فعندما تخلو المدينة أثناء الحج ويرحل الرجال؛ فإن النساء يصنعن مجتمعهن الخاص، فيحتفلن بوجودهن وتحقيق ذواتهن؛ فيشغلن الوظائف التي لا يشغلنها في وجود الرجال فقط فتكون هناك النجارة والخبازة، وغيرها من المهن المختلفة، تكون هناك امرأة واحدة ترتدي "ثوب الغزالة" أو جلدها، من هنا جعلت بطلتي ترتدي زيها، وسميت الرواية "في ثوب الغزالة" تماهياً مع هذا الاحتفال الطقسي الشعبي؛ الذي يؤكد أن المرأة في كل مكان لها طقوسها وأحلامها التي تتحقق بالفن،والشعر،والقصص،والاحتفالات الشعبية إن لم تجد لها تحققاً في الواقع.
ما مدلولات استخدامك لطقس "ثوب الغزالة"؟
جاء تأكيداً على أن المرأة هي المحافظة على التراث، والتاريخ، والتقاليد، والحكايات الشعبية، انها الأمينة في الحفاظ على هذا التراث، القادرة على إبداعه بشكل جديد؛ حتى يصبح فناً خالصاً، حكايات خالدة يتوقف عندها الأدب، وتحتفي بها الأجيال.

الخطاب الثقافي
ما الاشكاليات الفكرية التي تطرقتِ إليها في كتابك "تجديد الخطاب الثقافي"؟
في تاريخنا الثقافي كتابات لها قيمة معرفية مهمة لا يزال لها مغزاها الفعلي في تاريخ الفكر والثقافة؛ فإذا كان الخطاب الثقافي هو صانع الوعي والداعم للقيم الراسخة في الوجدان الإنساني فنحن في حاجة إلى خطاب يتجاوب مع معطيات العصر، وتطوير قدرات الإفادة من المعرفة، ونقلها من مرحلة التلقي إلى التفاعل من خلال ترسيخ ثقافة الحوار واحترام الاختلاف ودعم حرية الرأي والتعبير.
كيف يتحقق هذا الخطاب؟
أن يكون خطابا يلبي احتياجات الناس على أساس أن أحد تعريفات الثقافة هي الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها المجتمع، وأولى خطوات التجديد هي اعمال العقل النقدي القادر على التحليل، والاستبصار، والافادة من الاسهامات الفكرية السابقة والمعاصرة،ودرس تجلياتها في حياتنا الفكرية لتكون عوناً لنا على قراءة واقعنا الثقافي.
هل يجب ان يتطرق الخطاب الى كل الملفات؟
نعم، توجد ملفات مهمة في تاريخنا الثقافي تحتاج إلى أن نفتحها الآن، كتابات ظلم أصحابها وتم الافتئات عليهم لأنهم تمتعوا بالنزعة النقدية واتجهوا إلى اعمال العقل في كل ما التقت به عقولهم من أفكار ورؤى.
هل بدأت تلك المحاولات؟
نعم، هناك محاولات جادة لقراءة تراثنا الفكري والديني، معظمها ينطلق من فكرة مؤداها أن كل المجالات المعرفية تنتعش بتجدد المناهج والمقاربات وتطورها.

روح الورد
ماذا يمثل لك ديوانك الشعري "ألف متكأ وبحر"؟
إنه الديوان الذي بدأت به رحلتي الإبداعية، الحمد لله، استقبلته الأوساط الثقافية باحتفاء كبير، عام 1989.
ما محور ديوانك الشعري "مكتوب بماء الورد"؟
هذا الديوان يأتي بعد تجربة طويلة في كتابة الشعر، والسرد،والنثر؛ فقد سبقه ديواني الأول "ألف متكأ وبحر"، ثم الثاني "هذه الزوايا وفمي"، الذي يحمل تجربة شعرية عبّرت عني جمالياً وفنياً، ثم كتابي "حق اللجوء العاطفي"، انه مكتوب بدمع سحري لا يُرى، لكنه ينهمر بروح الورد الذي يجود بنفسه بين السطور، يحمل وجدان العاشق الذي يتحول إلى طاقة من حنان وثروة من عواطف سامية، تود لو تحتضن الوجود.
ما القضايا التي تناولها؟
عبرت من خلال قصائدي "دافئ وممطر معاً"،"مشهد من حياة قطة"،"امرأة من الطابق الثالث"،"أمومتي"،"حتى عشاء".. وغيرها، عن عالم ثري بالتأملات، يرصد حياة المرأة العربية وعاطفتها ومشاعرها تجاه قضاياها الخاصة والعامة.
هل يعد تعبيرا عن مشوارك الإبداعي؟
إنه رصيد خاص وعطر متفرد تفتحت له مئات الأزهار، التي همست لي وبحت لها، وبها مئات الأصداف التي صنعت مما قابلته في حياتها من رمال خشنة حولتها للآلئ ناعمة تتألق، نتاج جهد،وتفانٍ،وابتكار،وقدرة على تحويل المصاعب، ومواجهة العقبات بابتسامة حانية، ترى أجمل ما في الوجود، تدفع بالإنسان إلى آفاق الخير،الحق،والجمال.
ما محور ديوانك النثري "حق اللجوء العاطفي"؟
ديوان نثري أحبه كثيراً، لون من ألوان البوح العاطفي، كتبت قصائده على مدار ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ضممت هذه القصائد معاً، يتصل عالمه اتصالاً وثيقاً بديواني "ألف متكأ وبحر"، حيث الذات الشاعرة الباحثة عن وجودها وتحققها، تأملات في الطبيعة والوجود وقضايا الإنسان، به الكثير من القصائد التي تصور المشاعر الداخلية العميقة لإمرأة قررت أن الحب قضيتها الأولى تجتليه في تراث المشاعر الإنسانية، تتواصل مع أشعار "قيس وليلى"،و"كثير عزة"،و"بشار بن برد"،و"نزار قباني".
كيف ناقش قضية الحب؟
يطرح أسئلة وجودية شعرية؛ في موضوع الحب،اذ يبلغ كل شاعر ذروة تأمله وإحساسه العميق بإنسانيته عندما يتحقق محباً وعاشقاً، لذا كتبت في مقدمته، "الفراشات اللواتي يعترفن اعترافات كاملة، يتركن على كفي أجنحة مذهبة وظلالاً غامضة، والندى الذي يكتب عن وردة ويترك وردة يتعرض للمساءلة، العطر الذي يسكب نفسه بنفسه تحاسبه الرائحة، القمر الذي يعترف بسره تخاصمه غيمة، وأنا أطلب حق اللجوء العاطفي، لا أخشى شوك الورد ولا أنفاس العطر ولا خصام غيمة، أتنفس في الضوء وأشرب ماء الورد".

روح مبدعة
كيف جمعتِ بين البعدين الفانتازي والنفسي في المجموعة القصصية "أعناق الورد"؟
هي باكورة كتاباتي القصصية،أعتز بها كثيراً لأنها قدمتني إلى الحياة الأدبية كساردة وقاصة، لا تزال القصة عنوان المجموعة تحمل سمات عالمي الذي يرصد برهافة عالم المرأة الداخلي، كيف تواجه الحياة بقلب مرهف، كيف تواجه المتغيرات من حولها بروح مبدعة، ووجدان شفيف تماماً، كما تواجه الوردة مصيرها وعمرها القصير.
كيف واجهت المراة مصيرها؟
كما يقول حكيم حسيني، "أنتِ هنا في رحلة قصيرة، وعليك فقط أن تشم رائحة الزهور طوال الرحلة".
ماذا تعنى لك الورود؟
يقول المثل، "إذا كان لديك نقود كافية لشراء رغيفين فيمكنك أن تشتري رغيفاً ووردة"، مما يدل على أهمية الجمال في حياتنا كقيمة مهمة؛ فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
ماذا عن تجربتك الكتابية في أدب الرحلات؟
لي أكثر من كتاب في أدب الرحلات، منها، "أم الدنيا.. صور قلمية للقاهرة والناس"، حصل على جائزة الدولة التشجيعية في "أدب الرحلة" عام 2002، يصف ويعايش الحياة الاجتماعية والشعبية في مصر في ثمانينيات القرن الماضي، بما فيها ارتحال في الزمان والمكان، كما يصف الحياة الاجتماعية والشخصيات والأحياء؛ حيث تتجلى عبقرية الإنسان والمكان.
...وباقى الرحلات؟
اصدرت كتاب "القاهرة الساحرة"، أيضاً رحلة في أحياء القاهرة ومعالمها الثرية، زيارة للأمكنة التاريخية والأثرية بها، ثم كتابي "رمضان الذي نعشقه"، الذي يصوّر مظاهر الحياة في شهر رمضان المبارك والتقاليد والطقوس الرمضانية، والاحتفالات بالشهر الكريم.
ماذا عن" رحلات بنت قطقوطة" ؟
سجلت فيه رحلاتي إلى الشرق والغرب، وصفت العديد من سمات البلاد التي زرتها منها، السعودية،المغرب،إيطاليا،اليونان.. وغيرها؛ قدمت فيه للقارئ صورة حية من صفات الرحلة وقدرتها على اكتشاف الإنسان والمكان.
أين تجدين ذاتك الابداعية؟
كتبت الرواية،القصة،الشعر،المقالات الصحافية،الدراسات الأدبية،وأدب الرحلات، عشت عوالم الكتابة بتجلياتها المختلفة، كلها أثرت تجربتي الإبداعية، ووفرت لها سمات التنوع والثراء، إني لأجد نفسي في كل ما كتبت، وما أكتب؛ حيث أحمل إيماناً عميقاً بأن الكتابة والإبداع هما طرق مبتكرة للحياة، واكتشاف لقدرات الإنسان في التمتع بها، التطلع إلى رحلة الإسهام الإنساني المبدع في الفكر والأدب، كتاباتي جميعاً تتوهج بمحبة الحياة.


غلاف "باب الدنيا"


غلاف "في ثوب غزالة"
آخر الأخبار