عشرات الآلاف يفرون من جحيم حرب السودان

الخرطوم، عواصم- وكالات: وسط سباق دولي محموم لإجلاء الرعايا الأجانب وفرار عشرات الآلاف من جحيم القتال إلى حدود الدول المجاورة، دخلت حرب الجنرالين في السودان كما عُرفت مؤخراً، يومها الحادي عشر دون أي بوادر لحلول قريبة، ووسط اشتباكات دامية لا تتوقف، خلّفت مئات القتلى حتى الآن، وهدن لا تلبث أن تبدأ حتى تخرق.
وفيما نقلت "سكاي نيوز عربية" عن مصادر أميركية أن جهوداً ديبلوماسية أميركية سعودية إماراتية مصرية تسعى لإطلاق وساطة في السودان لجمع البرهان ودقلو في لقاء في الرياض خلال أسابيع، استؤنفت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم أمس، وأعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين إلى 273 حالة وفاة و1579 حالة إصابة، مشيرة إلى أن العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في الحصر، لافتة لعدم التمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني.
ومع تسارع جهود إخلاء الرعايا الأجانب، أعلن المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض الأميركي جون كيربي أن الولايات المتحدة تعد لإرسال قطع من الأسطول الأميركي لمساعدة الأميركيين الذين يرغبون في مغادرة السودان، قائلاً: "ما زلنا نبحث في الخيارات. لدينا أصول عسكرية لا تزال في المنطقة القريبة إذا كانت هناك حاجة إليها، لكن هذا ليس الوقت المناسب لإجراء نوع من العمليات الجماعية".
وأشار إلى أن عشرات الأميركيين يشاركون في قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان، وأن الجيش الأميركي يساعد في مراقبتها عبر أنظمة جوية بدون طيار، قائلاً: "سنقوم بنشر أصول بحرية في البحر الأحمر قبالة بورتسودان في حالة الحاجة إليها لمساعدة الأميركيين الذين يريدون المغادرة".
من جانبه، أعلن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن إجلاء نحو ألف شخص من السودان، مقدماً الشكر لفرنسا لمساعدتها في العملية، متوجهاً بالشكر لدول لقيامها ليس فقط بإجلاء مواطنيها، ولكن أيضاً جميع رعايا الدول الذين استطاعت إجلائهم، مؤكدا أهمية الضغط الدولي لانهاء القتال.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية إجلاء 388 شخصا بينهم فرنسيون فضلا عن عدد كبير من رعايا دول أخرى، أوروبيون خصوصا، فضلا عن أفارقة ومن القارة الأميركية وآسيا.
وأفادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن إجلاء جميع مواطنيها، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية أنطونيو تاياني أن الجيش الإيطالي أجلى نحو 200 شخص بينهم سويسريون وأعضاء في السفارة الرسولية عبر جيبوتي، كما أعلنت ألمانيا إجلاء 300 شخص بينهم مواطنون وأفراد من جنسيات أخرى في ثلاث طائرات، بعد محاولة فاشلة الأربعاء الماضي.
وفيما كانت السعودية قادت أولى عمليات الإجلاء الناجحة السبت الماضي، وأفادت بإجلاء 91 من مواطنيها فضلا عن نحو 66 من رعايا 12 دولة أخرى، عبر البحر، أفادت الخارجية المصرية بإجلاء 436 براً بالتنسيق مع السلطات السودانية، بعد إجلائها 177 عسكرياً الأسبوع الماضي.