"عضة"... كوميديا جريئة وسخرية لاذعة من الواقع

كتب - مفرح حجاب:


عرضت فرقة المسرح الكويتي مسرحية "عضة" ضمن فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية"، على مسرح التحرير في كيفان وسط حضور فني وجماهيري كبير، كان في مقدمته مدير ادارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نائب رئيس المهرجان أحمد التتان، مدير المهرجان عبدالكريم الهاجري، رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الكويتي الفنان أحمد السلمان، عدد من الفنانين وأعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية وغيرهم، كما تم تكريم فرقة الكويتي على مشاركتها قبل العرض وتسلم الدرع الفنان عبدالله غلوم.
تدور أحداث مسرحية "عضة" في ورشة بها الكثير من العمال، وأثناء العمل والشعور بالتعب ذهب أحد العمال إلى جانب الشارع ليتبول، واذا به يفاجأ بمرور كلب يعضه، من هنا تبدأ الأحداث وتتشعب في فضاء من الكوميديا، حيث يأتي قائد الورشة ويتساءل عن أسباب هذه الحادثة وضرورة تعويض هذا العامل من صاحب الكلب، خصوصا بعدما علم الجميع أن صاحب الكلب هو جنرال ويملك الكثير من المال ثم تنتهي الحكاية بأن الكلب ليس له صاحب، وان قيمة التعويض التي كان يتم الحديث عنها، ترتفع وتنخفض لأن الكلب يفترض ان يكون لجنرال.
نص مسرحية "عضة" وان كان ينتمي الى حقبة زمنية قديمة الا انه لمس الكثير مما يحدث على أرض الواقع الآن، فالمقارنة بين قيمة الإنسان والحيوان اصبحت تحددها اشياء كثيرة اهمها الى من يتبع الحيوان، ولذلك هناك احداث كان الاهتمام فيها بالحيوان اكثر من الانسان، فلسفة العرض قد تكون فجة لكنها تحمل دلالات واقعية.
المخرج عبدالله التركماني كان جريئا في استخدام المزيد من الكوميديا والسخرية من الأحداث ليتم ابرازها بالشكل المطلوب وحتى في الدراما المشهدية كان الحدث مؤثرا، واستطاع الفنان مصطفى محمود، الذي عمل على تحريك وتجسيد شخصية الكلب ان ينتقل من مكان الى آخر وبرع في كل مشهد قدمه وكان الأهم على الخشبة بين زملائه، إذ استخدم الدمية وجسدها بالصوت والصورة وأتقن دوره بشكل جيد، كما أن المشاركين في العمل استطاعوا ان يملأوا جنبات المسرح برشاقة وحيوية وكانت هناك حالة من الانضباط في الدخول والخروج وفي المشاهد، التي تم تجسيدها في الدور الثاني من الديكور على خشبة المسرح، كما تم توظيف الديكور بشكل جيد، إذ جسد شكلا من اشكال الورش الحقيقية، ويبقى ان الموسيقى التي صاحبت العرض كانت بحاجة الى اعادة النظر فيها، فلا يمكن ان تكون موسيقى "مودرن" تصاحب عرضا من حقبة زمنية بعيدة، لكن هذا لا يقلل من القيمة الجمالية للعرض.
يبقى أمر مهم جدا وهو اهتمام فرقة المسرح الكويتي بكل مشاركاتها في جميع المناسبات بتقديم اعمال متميزة، واعطاء الفرصة للعديد من النجوم الشباب، فضلا عن حصولها على العديد من الجوائز وتشريفها المسرح الكويتي سواء في المسابقات المحلية او المهرجانات العربية الدولية.
الجدير بالذكر أن مسرحية "عضة" من إعداد حبيبة العبدالله، إخراج زوجها الفنان عبدالله التركماني، بطولة كل من محمد عاشور، خالد الثويني، مشعل العيدان، مصطفى محمود، حسين بهمن، مساعد مخرج زينب خان، الديكور والأزياء محمد الربيعان، الموسيقى والمؤثرات عبدالعزيز القديري.