الأحد 29 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

عقلية الضحية عكس عقلية المُنْتَصِر

Time
السبت 03 يونيو 2023
View
10
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مفهوم عقلية الضحية في سياق هذه المقالة الى مجموعة من الصفات، الفكرية والنفسية، السلبية المكتسبة (المتعلّمة) تتمثّل في نظر الانسان الى نفسه كضحية، لا حول له ولا قوة، في ما يتعلق بمعامله مع الآخرين والظروف وللحياة بعامة. وهو بالطبع موقف نفسي سلبي، وطريقة تفكير انهزامية تتعارض مع تقدير واحترام الذات، ومع أهمية امتلاك سمات الاستقلالية، والاعتماد على النفس.
ومن بعض دلائل إصابة أحدهم بمرض عقلية الضحية، وكيفية التعافي من هذه الحالات، النفسية والفكرية، السلبية واستبدالها بعقلية الانسان المُنْتَصِر، نذكر ما يلي:
-أعراض عقلية الضحية: اللوم المستمر للآخرين على أخطاء يرتكبها صاحب عقلية الضحية في حق نفسه، بسبب انغماسه الاختياري في التفكير الانهزامي تجاه نفسه، وتجاه إمكاناته الذاتية، وشغفه المستمر لجذب استحسان الآخرين، أو قبولهم له، واجتراره للأفكار السلبية، لا سيما عن أخطاء الماضي، واعتقاده أن الآخرين يتآمرون عليه.
وشعوره بالهلع تجاه نظرات الناس إليه، وإتكاليته المفرطة عليهم لإيجاد حلول لمشكلاته الشخصية، وعدم تحمله للمسؤولية تجاه نفسه.
وتخيّله المفرط أن كل من يوجدون في العالم هم ضدّه، ولومه المرضي لتصرفاته السابقة، وانغماسه الطوعي في التفكير الكارثي، وتشاؤمه وسوداوية تفكيره.
-عقلية المُنْتَصِر: نقيض عقلية الضحية هي عقلية المُنْتَصِر والتي تتجسد في ثقة الشخص بنفسه، وقدرته على تحويل إمكاناته الفطرية الى مهارات حياتية فعّالة، وهي تدل كذلك على ثبات نظر الفرد لنفسه كإنسان حر ومستقل، ومتحكّم تمامًا بشؤون حياته بسبب ضبطه لنفسه، والتزامه وانضباطه، ورفضه النظر الى نفسه كضحية سهلة للناس، أو لظروف الحياة، وتحمّله التام للمسؤولية تجاه نفسه، وقدرته على حل المشكلات التي تواجهه.
وعدم شغفه في تتبّع نظرات استحسان أو رضا أو قبول الآخرين له، ودفاعه الشرس عن نفسه عندما يتعرّض للاعتداءات اللفظية أو الجسدية من الآخرين، ورفضه الاختلاط بأصحاب عقلية الضحية لإدراكه أن ذلك سيؤثر سلبيًّا عليه، وربما سيؤدي الى إضعاف ثقته بنفسه، ومبادرة صاحب عقلية المُنْتَصِر في السعي الدائم لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل جوانب حياته، وحرصه على اكتساب كل سمة إيجابية تجعله إنسانًا فعّالاً وناجحًا.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار