عقوبات أوروبية على جنرالي السودان... والأمم المتحدة تؤكد تدهور الأوضاع

الخرطوم، عواصم - وكالات: أفادت مصادر ديبلوماسية مطلعة بأن الاتحاد الأوروبي بصدد وضع إطار عمل مخصص للعقوبات على السودان، يستهدف الأطراف الفاعلة الرئيسية في الحرب الدائرة هناك، وذلك بحظر سفر وتجميد أصول وحسابات مصرفية.
وقالت المصادر إن الدول الأعضاء تبادلت أواخر الأسبوع الماضي مقترح وثيقة وستناقش التفاصيل في الأسابيع المقبلة، مضيفة أن الهدف الانتهاء من إطار العمل بحلول سبتمبر المقبل، ويمكن استخدامه بعد ذلك في إعداد قائمة بالأفراد والشركات المحظورة.
في غضون ذلك، واصلت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني التحليق في أجواء العاصمة الخرطوم ومدنها الثلاث، وقصفت بالصواريخ أهدافا لقوات الدعم السريع التي ردت باستخدام المسيّرات في هجماتها ضد الجيش، وأفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجارات متقطعة شمال مدينة أم درمان، مشيرة إلى أن صواريخ موجهة انطلقت من منطقة "وادي سيّدنا" العسكرية صوب تجمعات الدعم السريع شمال أم درمان، بينما أعلنت لجنة مقاومة حي أمبدة أم درمان عن مقتل نحو 16 شخصا إثر قصف مدفعي وجوي طال منازل الحي. وأشارت اللجنة، وهي ضمن مجموعات شعبية تنشط في تقديم الدعم منذ بدء النزاع، إلى وقوع ضحايا في منطقة سوق ليبيا نتيجة القصف ولكن لم يتم حصرهم.
وفي الأثناء، أفاد مصدر عسكري في الجيش السوداني، بأن دفاعات الجيش أسقطت طائرة مسيّرة تابعة للدعم السريع أثناء هجوم على سلاح المهندسين في أم درمان، فيما رفض الفريق أول ركن "ياسر العطا" مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية بشدة مبادرة تقودها كينيا لإرسال قوات حفظ سلام من شرق أفريقيا للمساعدة في إنهاء الصراع الدائر بالسودان منذ أكثر من 100 يوم.
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد، وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن نحو 19 مليونا أي ما يمثل نحو 40 في المئة من السكان يواجهون الجوع بسبب الصراع الدائر. وأضاف أن المنظمة الدولية وشركاءها يواصلون بذل ما في وسعهم للاستجابة للتداعيات الإنسانية للأزمة، رغم استمرار القتال والقيود المفروضة على وصول الإغاثة. وقال إن السودان أحد أكثر المناطق التي تصعب الاستجابات لحاجاتها الإنسانية في العالم في الوقت الحالي.
في سياق متصل، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، بأن نحو 435 طفلا قتلوا وأصيب نحو 2000 أخرين بعد مرور 100 يوم من الصراع الدائر في السودان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في بيان إن نحو 2500 حالة انتهاك خطيرة لحقوق الأطفال، مشيرا إلى ان هناك حاجة ملحة للوصول الآمن ودون عوائق إلى الأطفال والعائلات، حتى يتمكنوا من الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه.
من جهتها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بأن ما يقرب من 300 طفل نازح لقوا حتفهم، بسبب الحصبة وسوء التغذية في ولاية النيل الأبيض. وقال المفوض السامي لشئون اللاجئين، فيليبو جراندي، لقد حان الوقت لجميع أطراف هذا الصراع لإنهاء هذه الحرب المأساوية على الفور.