الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

علمنا أبناءنا الكسل والربادة

Time
الأربعاء 26 يوليو 2023
View
30
السياسة
حمد سالم المري

تعاني غالبية الأسر الكويتية من واقع أليم، يتمثل في أبناء شباب في مقتبل العمر، تربوا على عدم الاعتماد على أنفسهم، يعيشون تحت كنف والديهم، اللذين يحاولان توفير سبل الراحة لهم، فيفرطون في تدليلهم حتى يشبوا على الكسل والربادة.
هؤلاء الشباب، سواء أكانوا ذكورا أو اناثا، ترعرعوا على أن والديهم يوفرون لهم كل شيء، فهم يصحون من نومهم، وهم على يقين أن والدتهم، ستجهز لهم الافطار، وترتب وتنظف غرفهم، وتغسل ملابسهم.
ووالدهم سيوفر لهم المال إذا طلبوه، وإذا رجعوا من جامعاتهم، أو عملهم، وجدوا من يهتم بتجهيز وجبة الغداء، والعشاء لهم، ويصلح أي عطل في أجهزة المنزل، ويزعلون ويتذمرون إذا لم يعجبهم الأكل، من دون أن يبذلوا أي جهد في شراء مكوناته أو طبخه.
ترعرعوا على وجود من يخدمهم، ويلبي جميع طلباتهم، فأصبح شغلهم الشاغل وهم صغار اللعب بالألعاب الإلكترونية ليل نهار، فيجلسون طوال يومهم في غرفهم لا يعلمون ما يجري داخل أسرهم، وعندما كبروا وأصبحوا شبابا يافعين، أصبح شغلهم الشاغل، إما متابعة قنوات التواصل الاجتماعي، والدردشة مع الأصدقاء عبر الهواتف النقالة، فيكونون مع أهلهم جسديا، وغائبين عنهم روحيا وعقليا، وإما التسكع في المجمعات التجارية، أو السفر للسياحة، من دون أن يتحملوا أي مسؤولية منزلية.
أعرف أحد الأشخاص، كبر أبناؤه وتزوجوا، وهم يعيشون معه في منزله، بعدما تحمل قروضا بنكية لبناء شققهم السكنية داخل منزله، ومع ذلك إلى الآن، وهو يعاني من عدم تحمل أبنائه مسؤولياتهم المنزلية، والعائلية.
بل زاد الطين بلة، كونهم يسافرون الى السياحة مع زوجاتهم ويتركون أبناءهم عنده ليعتني بهم، بعد ما كان يظن أن أبناءه أصبحوا ناضجين وسيعتنون به بعد أن كبرت سنه وضعفت قوته.
هذا الجيل الذي ترعرع على الكسل والربادة، سببه تربية بعض الوالدين، فخوفهم على أبنائهم، وحبهم الشديد لهم، أفرطوا في دلالهم وترفهم، فكبروا على هذا الدلال والترف، فأصبح من طباعهم، فبدلا من تريبتهم على الاعتماد على النفس، وتحمل المسؤولية.
للأسف تربوا على الاتكال على الغير في كل شيء، على العكس مما كان عليه أباؤنا وأجدادنا، الذين تربوا على تحمل المسؤولية منذ الصغر، فأهل البحر إذا سافروا للغوص، أو التجارة، تحمل أبنائهم مسؤولية المنزل والأسرة.
وأهل البر، يكلفون أبناءهم رعي الإبل والأغنام لأيام في البراري معتمدين على أنفسهم، وأهل الفلاحة يربون أبناءهم على تحمل المسؤولية منذ الصغر بأخذهم إلى حقولهم للزراعة، كما ربوا أبناءهم الذكورعلى الجلوس مع الرجال، والاستماع لأحاديثهم، والتعلم منهم المرجلة، والشهامة والكرم.
إذا أردنا أن نخرج جيلا جديدا يتحمل المسؤولية، يجب علينا تربية أبنائنا أولا على طاعة الله ورسوله، ومن ثم تربيتهم على الاعتماد على أنفسهم، والمشاركة في تحمل مسؤولية المنزل والأسرة.

al_sahafi1@
آخر الأخبار