بيروت - "السياسة":استقبلت سينما "أبراج" في بيروت، عروض فيلم "على خطى المسيح"، وهو عمل اقترحته جمعية "على خطى المسيح في جنوب لبنان" وأنتجته "المؤسسة المارونية للانتشار" مع Fantascope production للمخرج فيليب عرقتنجي، ليكون فيلماً وثائقياً سياحياً، حوّله عرقتنجي الذي تولى إخراجه إلى فيلم بمواصفات سينمائية فنيّة، يحقق الهدفين التسويقيّ والتوثيقيّ، ويصلح ليكون فيلما للعائلة.
أدخل عرقتنجي إلى المضمون الوثائقي رابطاً روائياً يجمع مختلف فقراته، يتمثل في رحلة بالباص لتسعة تلاميذ في صفّ المسرح مع ثلاثة من معلّميهم، يتبعون فيها مسار المسيح في جنوب لبنان، والمحطات التي مرّ فيها. وعلى مدى ساعة و17 دقيقة، يأخذ عرقتنجي المُشاهِد وركّاب الباص الإثني عشر، على عدد تلاميذ المسيح، في مشوار استكشافي يبدأ في قانا، ثم تتوالى محطاته، من القلَيلِة حيث مقام النبي عمران، إلى صور ومواقعها الاثرية وبقايا مرفأها القديم وكنيسة سيدة البحار، ثم قرى رأس العين ومارون الراس وتبنين. وبعد وقفة في عين إبل مع ترتيلة "أبانا الذي في السماوات" بالسريانية للفنانة باسكال صقر، تكمل الرحلة إلى دير انطار ثم كرخا، وصولاً إلى صيدا، وتتوقف في مغدوشة حيث سيدة المنطرة. وينتقل الباص إلى مرجعيون، ومنها إلى عين قصير حيث بقايا دير القديسة حنة والدة مريم، فكوكبا، وبعدها راشيا الوادي. وينتهي الفيلم بمشهد تمثيليّ قبالة جبل التجلي.وقال عرقتنجي: "اكتشفتُ جزءاً من لبنان، غنيّ بالتاريخ في كل بلدة من بلداته، وهو تاريخ بعضه مكتوب، في الإنجيل وغيره، وبعضه الآخر تراث شفهي تتناقله الأجيال، عن يسوع الذي مرّ في هذه الأرض، ومريم العذراء ووالدتها القديسة حنة. إبراز هذا التاريخ هو هدف الفيلم". وفي بعض محطات الرحلة، جسّد عرقتنجي أعجوبات المسيح الواردة في الإنجيل، كعرس قانا الجليل، بمشاهد تمثيلية مسرحية أدّاها التلاميذ التسعة بإشراف معلّميهم الثلاثة (ستيفاني غَفَري وشربل عون وسارة عطالله). وساهمت هذه المشاهد، مع مشاهد الأولاد وهم يلعبون، في كسر رتابة السرد الوثائقي التقليدي.