

"على راسه ريشة"
"اليوم يا عمي نبي منك قصة من قصصنا القديمة، اللي ينوخذ من وراها عبر وحكم!
أبشر بعزك يابو الشباب، وياليتكم تمسكون لسان الخبير، لأني ما ابي اسمع صوته، لأنه ينرفزني، ويقطع لي حبل غسيل افكاري"!
الخبير: "وعلى ايه تتعبوا انفسكوا؟ أقر انا المذكور أعلاه بأني حخرس خالص، وبوعدكم مش هحط منطق أبدا! تكلم يابن الشعب بلا خوف، ولا تنسي أنك في قلبي".
الشايب: "يقولون بيوم من الايام بقرية ما، جاء رجل إلى القاضي يشكي عليه الحال ان حرامي دخل حوش بيته، وسرق بعض الدجاج! سأله القاضي: وهل تشك في أحد ما؟ رد عليه: لا والله يا حضرة القاضي، لان حنا حبايب بهالفريج! فأمر القاضي الحاجب بأن ينادي عامة الناس لامر مهم! وما هي الا دقايق حتى تجمع اهل القرية كبار وصغار، تجار وفقرا، وشيب وشباب، وسيدات وآنسات، فوقف القاضي بينهم وقال: اسمعوني بقولكم ايه: جاني الأسمر جاني يشتكي ان واحد من الناس سرق من دجاجه! وبما ان النفس طيبة يا ليت اللي سرق الدجاج يرجعه وله، وعد مني جدام هذا الجمع الغفير اني راح أسامحه! أنتظر القاضي برهتين من الزمن وللأسف لم يجبه أحد! فقال: على العموم الإنكار ما يفيد، لأني عرفت بواق الدجاج، لأنه نسى يشيل الريش من شعره! ويا سبحان الله، وهو مسترسل بالكلام، مد أحدهم يده ينفض راسه من ريش الدجاج اللي سرقه! فقال القاضي: احكروا الحرامي، وأمر بالقبض عليه، وزجه زجا بالسجن ليكون عبرة لغيره، ودمتم سالمين! وقبل لا أسلم المايك للمتمولس أحب اعرف وش اللي مخلي كشرتك ساده نصف الديوانية، من بدا الحضور يا ابو الرجال"؟
الرجل: "اللي يضحكني هو ضحالة فكري لأني اول مرة اعرف ان السالفة جذا! لان جناب مخي المصدي على باله كل هالسنين ان اللي على راسه ريشه هو اللي عنده رصيد بنكي من 220 دينارا، وطالع وعنده بشت، وكرسي فرار، ودابة اعزكم الله اخر موديل"!
المتمولس: "أتوقع ما فيه بالدنيا شي يوجع القلب أكثر من عضة اللسان بالغلط"!
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول أذان الظهر.
كاتب كويتي
محمد خلف