"على شفا الهاوية النووية "جديد "عالم المعرفة"

صدر العدد الجديد من اصدارات "عالم المعرفة" للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بعنوان "رحلتي على شفا الهاوية النووية" للمؤلف وليام بيري وزير الدفاع في عهد الرئيس بيل كلينتون، والترجمة لمالك عساف.
وذلك ضمن الجهود التي يبذلها بيري لإبقاء العالم في مأمن من الكارثة النووية. فهو يحكي قصة ترعرعه ونضوجه في العصر النووي، والدور الذي قام به في محاولة منه للتأثير في ذلك العصر واحتوائه، والطريقة التي تغيَّر بها تفكيره تجاه التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية.
خلال مسيرته تعامل بيري بشكل مباشر مع التهديد النووي المتغير. فهو يتمتع بخبرة تمتد لعقود طويلة حظي خلالها بقدرة خاصة على الاطلاع على معلومات سرية للغاية حول الخيارات النووية الستراتيجية. وهذا منحه موقعاً فريداً ومخيفاً ، توصل من خلاله إلى نتيجةٍ مفادها أن الأسلحة النووية تعرِّض أمن الولايات المتحدة للخطر أكثر مما تعززه.
يتتبع هذا الكتاب عملية التفكير عند بيري خلال رحلته بدءاً من أزمة الصواريخ الكوبية، مروراً بصياغته ستراتيجية دفاعية في عهد كارتر للتعويض عن التفوق العددي للسوفييت في مجال القوات التقليدية، وإشرافه على تفكيك أكثر من 8000 سلاح نووي في عهد كلينتون، وصولاً إلى تعاونه مع جورج شولتز وسام نان وهنري كيسنغر في العام 2007 لإنشاء مشروع الأمن النووي، الذي يعبرون من خلاله عن رؤيتهم لعالمٍ خال من الأسلحة النووية، ويحددون فيه الخطوات الضرورية للحد من الأخطار النووية.
تميَّز وليام بيري بذكائه العالي، ونزاهته المطلقة، ورؤيته الفريدة، وإنجازاته البارزة، وحسه الإنساني الذي لا يخيب. والدليل على هذه السمات واضح من خلال القصص المشوِّقة الواردة في هذه المذكرات، والتي تؤرخ للجهود الاستثنائية التي بذلها خلال مسيرة حياته الحافلة بالإنجازات، وذلك للحد من التهديد النووي.وبصفته وزيرا للدفاع في عهد الرئيس كلينتون، ومن خلال انخراطه اللاحق في العمل الديبلوماسي غير الرسمي ،الذي يُعرف بديبلوماسية المسار الثاني، طوَّر بيري أسلوبا تفاوضيا ناجحا يجمع بين التحليل الثاقب، والقدرة على تقييم المخاوف الأمنية المختلفة، والإقناع الفعال. وقد استخدم هذه المهارات الديبلوماسية لإقامة تحالفات عسكرية مع الخصوم السابقين في فترة ما بعد الحرب الباردة.