الجمعة 20 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
علّمونا في كتاب غزة كيف تكون الكرامة
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

علّمونا في كتاب غزة كيف تكون الكرامة

Time
الأحد 15 أكتوبر 2023
View
570
السياسة

‏هذا الكيان الاسرائيلي على حقيقته، لن اثقف الكلام، وهذا هو الفلسطيني، المجرد من كل الدعم، فيما عدوه، بل عدونا كلنا، مدعوم من شتى الدول الغربية، بالسلاح والمال، بل بالجنود، لكن المقاتل، من اجل ارضه وعرضه، غلب القوة الظالمة.
هذه هي الدولة العبرية مجرد دعائية لا اكثر، هزمها هذا الشاب الذي لا يملك الان منزلا، ولا ماء او غذاء، الصابر على الظلم من كل جهات الارض، من العرب الذين لم يدركوا انهم الضحايا، في المستقبل، لهذه القوة الغاشمة.
حين نتحدث عن الظلم علينا ان نقول كلمة واحدة تختصر ظلم الدنيا برمته"غزة"، عندما نقول الصبر، علينا ايضا ان نتمثل بالغزويين، وحين نتحدث عن الاشاوس فهم اهل غزة.
ايا كانت الاعتبارات السياسية، والمصالح الاقتصادية، لا بد ان نتذكر انها ليست اغلى من دمنا، نعم، لان ما يجري في غزة، هو المثال، على ما ينتظر العرب في المستقبل، ولهذا اليوم يجب تصويب البوصلة.
يجب ان تكون فلسطين هي الجهة الوحيدة، منها تبدأ الجهات، اما غير ذلك عار، مهما تزين بالالوان البراقة، ومهما زخرفه المشتبهون بوجودهم، وعروبتهم، بل بأسمائها.
لا يمكن لعاقل ان يرى ما يجري من فظائع في غزة، ويقف على الحياد، ولا يهدأ له بال، فبعد تسعة ايام من الاجرام الفاشي النازي اليهودي، لا يزال العرب يقفون على هامش التاريخ، لانهم فقدوا شعورهم بوجودهم حين غيروا اتجاه البوصلة، فكل ما يجري، وجرى، وسيجري في المستقبل القريب، من ضمن المخطط المرسوم منذ العام 1948، فالثورات- الانقلابات التي جرت كانت لالهاء العرب، والانقسام الذي شقته بينهم الدول الغربية، كان لخدمة استمرار انعاش الكيان الاسرائيلي، كي لا تعود المسألة اليهودية الاوروبية لتطل من جديد.
لا بد ان تستيقظ هذه الامة من سباتها، وتزيل عن عيونها الغبش، لترى جيدا ان هذا الكيان ليس الا سم دس بعسل الصلح والسلام، فيما هو سم زعاف.
هؤلاء المقاومون الابطال كشفوا في ثلاث ساعات مدى هزالة هذا الكيان، الذي اعماه فشله، وانكشافه بعدما تعرى، فبات يمارس الانتقام الهمجي بالدعم الاميركي والبريطاني والفرنسي، اي من الدول الثلاث دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي الذي تحول حائط مبكى للدول العربية.
لا بد ان يدرك العرب ان الجدران لا تنطق، وليس لديها مشاعر او احاسيس، لهذا لم يفلح العرب، في حين عندما نادى الغزوي حي على الجهاد فركنوا في الزاوية، حتى ان الدول العربية كلها لم تستطع ان تحصل على ممر امن للمساعدات الطبية لاهل غزة، بل كل النفط العربي لم يؤمن كمية لتشغيل محطة كهرباء وحيدة في غزة، فممَ يخاف العرب؟
اليوم، اهل غزة يكتبون التاريخ الحقيقي، كل التاريخ، اكان بصفحات ناصعة العبر تكتب بالشجاعة والدم والصبر، او دروس فشل العرب، فيما الغرب، الذي يتباكى على حقوق الانسان، يغمض عينيه عن رؤية الفظائع التي تجري يوميا في غزة.
لهذا لن نقول تحية لاهل غزة، رغم ان التحيات لن تصد صاروخا اسرائيليا، وتصد عن الشعب الفلسطيني الصابر في الداخل، والتحية لن تعمر بيتا، بل نقولها لهم: علمونا في كتاب غزة كيف تكون الكرامة.
هذا الحجر، وتلك الرصاصة، بل الصاروخ الذي كان يتهكم بعض العرب، انه مجرد ماسورة من تنك، دك اساسات اسرائيل المزعومة، فالمجد للغزيين، والعار…!
يكفي ذلك.

م. عادل الجارالله الخرافي

آخر الأخبار