السبت 02 أغسطس 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

عمار وألف عمار... يا مصر

Time
الأربعاء 07 سبتمبر 2022
السياسة
فوزي عويس

رصيد الديمقراطية الحقيقي كما قال الفيلسوف السويسري"جان جاك روسو" ليس في صناديق الانتخابات بل في وعي الناس، وما من شك أنه أصاب بهذا القول كبد الحقيقة اذ لا فائدة من أي ديمقراطية في أي مجتمع ما لم يكن هناك وعي فيه، ومن هذا المنطلق فإن الحملة التي أطلقتها جريدة "الجمهورية" تحت شعار "عمار يا مصر" كمبادرة تستهدف بناء وعي حقيقي لدى المواطن المصري بجهود الدولة هي حملة مستحقة بكل المقاييس، وتعكس الدور الحقيقي الذي يجب أن يلعبه الإعلام في توعية المجتمع خصوصا في ظل تعرضه لمحاولات تستهدف اصابته باليأس والإحباط ولا أبالغ ان قلت هدمه، فالكتائب الالكترونية التي تدار وتمول من الخارج التابعة لدول وقوى وجماعات معادية نشطة ليل نهار في بث سمومها داخل المجتمع المصري ويزداد نشاطها مع كل انجاز تحققه الدولة المصرية ويكفي الإشارة هنا الى ما كشفه وزير المالية أخيرا من رصد 150 تقريرا تتحدث عن مصر وأغلبها شائعات وافتراءات تتعلق بالأوضاع السياسية والاقتصادية، كما أن الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية في الداخل تطل من حين لآخر برأسها من خلال كتابات وتحليلات وتسريبات وتغريدات هدامة لا مجال لمواجهتها الا بالوعي المجتمعي لاسيما أنها تأتي على طريقة دس السم في العسل. الحملة التي بشر بها ورسم خريطة عملها رئيس تحرير "الجمهورية" الزميل الأستاذ عبد الرازق توفيق لابد أولا من الإشادة بالآلية والأدوات التي سوف تستخدمها في سبيل تحقيق أهدافها سواء من خلال النزول الى الشارع واستطلاع الآراء المجتمعية والحكومية ميدانيا، أو عبر رصد الأوضاع في كبرى دول العالم وعلى رأسها بلدان أوربا التي تعاني أشد المعاناة بسبب استمرار الحرب "الروسية-الأوكرانية" خصوصا في مجالي "الطاقة والأمن الغذائي".
وفي تقديري أن هذا هو النهج الذي ينبغي أن تنتهجه جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وحتى"السوشيال ميديا"، فما تواجهه مصر من افتراءات وأكاذيب يجعلها في حالة حرب، صحيح أن الأزمة العالمية طالت كل دول العالم ومن بينها بالطبع مصر، لكن يجب الإقرار بأن السياسة الحكيمة وجودة الاستشراف للقيادة السياسية والعمل الدؤوب والإنجازات التي تحققت في ظل "الجمهورية الجديدة" على مدار الثماني سنوات الماضية أتاح لها التعامل مع أزمة"كورونا" ثم مع الأزمة المعيشية الناتجة عن الحرب "الروسية-الأوكرانية" بشكل أكثر مرونة خفف من وطأتها الى حد كبير، فعندما نرى العمل الجبار على قدم وساق في توسيع الرقعة الزراعية من خلال استصلاح ملايين الأفدنة للزراعة بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي بشكل غير مسبوق فلابد أن نقول "عمار يا مصر"، فيما الدولة المصرية تستعد لكي تكون محورا ومركزا اقليميا لتداول الطاقة بعد أن حققت وفرة في الطاقة الكهربائية ولم تطلب من الشعب سوى الترشيد، وعلى ذلك فالأمثلة كثيرة والمطلوب منا جميعا كمواطنين أن نتقي الله في مصرنا وأن نتصدى بالوعي لكل من يسعى للإضرار بنا ولا نترك الفرصة للحاقدين والماكرين والكائدين أن ينالوا منا، وعلينا ألا نسهم في ترويج الأكاذيب والإشاعات والافتراءات من خلال "السوشيال ميديا"، فمصر بخير، وستبقى بخير فذلك وعد الواحد الأحد و"عمار وألف عمار يا مصر"، والله من وراء القصد.

صحافي مصري
آخر الأخبار