الدولية
عمال إيران المحتجّون: اتركوا سورية وفكروا في حالنا
الأحد 02 ديسمبر 2018
5
السياسة
طهران، واشنطن- وكالات: انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران أمس، بأخبار إضراب عمال "شركة فولاذ الأهواز" لليوم السابع عشر على التوالي، ونشرت صوراً ومقاطع فيديو توثق التظاهرات الاحتجاجية في شوارع الأهواز وأمام الدوائر الحكومية، حسبما أفاد موقع "العربية.نت". وهتف العمال المضربون: "جعلتم الإسلام سلَّماً، وأذللتم الناس" و"نصر من الله وفتح قريب" و"الموت لهذه الحكومة المخادعة" و"يا مواطن افهمنا، نحن عمال ولسنا غوغاء". لكن أبرز هتافات تظاهرات أمس كان: "اتركوا سورية وفكروا في حالنا" و"الغلاء ثمن المشاركة في الانتخابات" و"يجب إطلاق سراح عمال هفت تبه".وأفادت تقارير صحافية أن بداية مسيرات العمال كانت من أمام مقر محافظة خوزستان، ثم توجهت إلى شوارع أمانيه وجسر نادري وشارع ثلاثين وساحة الشهداء؛ وهذه تعد أكثر مناطق وسط الأهواز ازدحاما. واشتعلت تظاهرات عمال "شركة فولاذ الأهواز"، التي كانت مملوكة للدولة قبل خصخصتها إثر قضايا فساد، متأثرةً باحتجاجات عمال "هفت تبه"، الذين طالبوا برواتبهم المتأخرة، فخرج عمال "فولاذ" لدعمهم، لاسيما أنهم يعانون المشكلات نفسها.ولم تكن المواجهة الأمنية العنيفة للحراك الوسيلة الوحيدة التي جوبه بها العمال المتظاهرون، بل بادر النظام إلى الكذب والمراوغة، وفق ما أشار الكثير من المراقبين، وهذا ما عبّر عنه مرتضى أكبريان، أحد عمال مصنع الفولاذ الناشطين في المسيرات، إذ تساءل: "لماذا يكذب المسؤولون في الحكومة ويقولون إن الدولة دفعت راتب شهرين للعمال، وإن الإنتاج بدأ مرة أخرى؟". وفيما أعلن عمال "فولاذ الأهواز" أمس، استمرار تظاهرهم الاحتجاجي ودعمهم لزملائهم في "هفت تبه"، تواصلت محاولات الحكومة لتهدئة الحراك، ونشرت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية خبراً عن تعيين كيومارث كاظمي مديراً تنفيذياً جديداً لشركة "هفت تبه" لقصب السكر، كما أكد المدّعي العام لـ"محكمة الثورة" عباس حسيني بويا أن القضاء يتابع مطالب العمال. بدورهم يؤكد العمال أن أهم مطالبهم، بعد عودة الشركات التي تمت خصخصتها إلى القطاع العام، هو الإفراج عن النشطاء المعتقلين والمخفيين قسراً، وعلى رأسهم الناشط النقابي إسماعيل بخشي، خاصة مع انتشار أخبار عن تعرّضه لتعذيب شديد أدى لنقله إلى المستشفى. من جانب آخر، ردّت طهران، أمس، على إدانتة واشنطن تجربةً صاروخية أجرتها أخيراً، زاعمة إن برنامجها الصاروخي "دفاعي ولا ينتهك قرارات الأمم المتحدة". وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دان أول من أمس ما وصفها بـ"تجربة إيرانية لصاروخ باليستي متوسط المدى قادر على حمل رؤوس عدة"، معتبراً ذلك "انتهاكا" للاتفاق الدولي الخاص بالبرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015. ونقلت "إرنا" عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، قوله أمس: "البرنامج الصاروخي الإيراني له طبيعة دفاعية. ليس هناك قرار من مجلس الأمن يحظر البرنامج الصاروخي وقيام إيران بتجارب صاروخية". لكنَّ قاسمي لم يؤكد أو ينفي إجراء إيران التجربة الصاروخية الجديدة. وقال قاسمي، موجّهاً حديثه لبومبيو: "من المضحك والمثير للسخرية أن تستندوا إلى اتفاق أممي قمتم أنفسكم بالانسحاب منه وانتهاكه بأحادية وتفرّد، بل حاولتم حض الدول الأخرى على نقضه، وأطلقتم تهديدات ضد من يعارضكم في هذا الموقف". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي تم إقراره قبل توليه الرئاسة، وأعاد فرض عقوبات على طهران، واصفاً الاتفاق بأنه "معيب ولا يتضمن قيوداً على تطوير إيران للصواريخ الباليستية، أو وقف دعمها لمقاتلين موالين لها" في سورية واليمن ولبنان والعراق.