طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: مع اتساع رقعة الاحتجاجات يوماً بعد يوم لتخرج عن السيطرة، تظاهر الآلاف من العاملين بالمؤسسات والشركات الحكومية أمام البرلمان في إيران أمس، ضد احتساب زيادة رواتب العام المقبل.وطالب العمال المحتجون برفع الأجور، بما يتماشى مع المعدل الحقيقي لسلة كفاف الأسرة المعيشية، غير أنه من الواضح أن الحكومة غير مستعدة لرفع الأجور حتى بالمعدل المنخفض لمجلس العمل الأعلى للعمال.من جانبهم، نزل المعلمون والتربويون إلى الشوارع للمرة الثانية هذا الأسبوع في طهران ونحو 100 مدينة أخرى، احتجاجًا على الظروف المعيشية والأجور المنخفضة والوعود الكاذبة من الحكومة ومجلس شورى الملالي وكذلك عدم الاستجابة لمطالبهم العادلة، وطالبوا بالإفراج عن زملائهم المسجونين.وتواصلت الاحتجاجات التي عمّت عموم إيران في الوقت الذي اتخذت فيه أجهزة الاستخبارات والأمن إجراءات رادعة مسبقة وهددت المحتجين، وبذلت كل ما في وسعها للحيلولة دون وقوع التجمعات أو الحد من نطاقها.واحتشد المتظاهرون أمام مجلس شورى الملالي في طهران وأمام دوائر التربية والتعليم في المدن ورددوا هتافات مثل: "يجب الإفراج عن المعلم المسجون"، "كلنا متحدون معا وسنقف حتى النصر"، "أصبحت إيران مركزاللصوص، والعقوبات كلها ذريعة"، "رئيسي، قاليباف، هذه هي الرسالة الأخيرة، حركة التربويين مستعدة للانتفاضة"، "كلنا نرحب بالموت وهيهات منا الذلة"، "المعلم يموت، ولا يقبل الإذلال"، "المعلم مستيقظ، ويكره التمييز"، "الحكومة المفلسة عدو المتقاعد"، "أيها المعلم انتفض للقضاء على التمييز"، "لا نتوقف عن النشاط مالم يتم تحقيق حقوقنا"، و"رئيسي الأمّي الكذاب، ما هي نتيجة وعودك؟".ومنعت القوات القمعية في العديد من المدن، مثل كرج وشيراز ومشهد المعلمين من التجمع واعتقلت عددًا منهم.، كما شارك العديد من طلاب المدارس في التجمعات لدعم احتجاجات المعلمين. ووجهت الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية مريم رجوي، المعلمين والتربويين والعمال المنتفضين، مؤكدة ان انتفاضتهم أظهرت مرة أخرى إرادة الشعب الإيراني ضد القمع والتمييز، الذي يفرضه نظام ولاية الفقيه البغيض على الشعب منذ 43 عامًا عن طريق حكومة الإعدام والإرهاب والنهب. وقالت إن تدهور الظروف المعيشية للمعلمين والعمال والممرضين والممرضات ومنهوبي الأموال وغيرهم من الشرائح الكادحة واحتجاجاتهم المستمرة، يظهر أن الفقر والتمييز والبطالة وارتفاع الأسعار سيستمر طالما بقي النظام المناهض للإنسان في السلطة.
في غضون ذلك، طالبت واشنطن طهران بالإفراج عن مواطنيها المحتجزين، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان بالذكرى السادسة لاحتجاز الأميركي من أصل إيراني باقر نمازي وابنه سياماك، إن "باقر نمازي اعتقل بعد أن سافر إلى إيران في العام 2016، للمساعدة في تحرير ابنه المواطن الأميركي سياماك نمازي المعتقل بشكل تعسفي. وحكمت الحكومة الإيرانية على الوالد وابنه بالسجن عشر سنوات. وعلى الرغم من تخفيف الحكم ضد باقر في العام 2020، لا تزال الحكومة الإيرانية ترفض السماح له بمغادرة البلاد".وأضاف: "ندعو الحكومة الإيرانية إلى السماح لباقر نمازي بالعودة إلى وطنه والإفراج عن ابنه سياماك، وكذلك عن المواطنين الأميركيين عماد شرقي ومراد طهباز الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا. إن احتجاز إيران لمواطنين أميركيين بشكل تعسفي لاستخدامهم كوسيلة ضغط سياسية أمر شائن. وتتمثل أولويتنا بإعادة المواطنين المحتجزين تعسفيا إلى منازلهم بأمان وبأسرع وقت ممكن وحل قضايا المواطنين الأميركيين المفقودين والمختطفين، بمن فيهم بوب ليفنسون".على صعيد آخر، جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، استعداد بلاده للتفاوض مع السعودية، قائلا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العماني بدر البوسعيدي في طهران: "تلقينا رسالة عبر وزير الخارجية العراقي تعلن استعداد الجانب السعودي للمحادثات معنا، وأعلنا استعدادنا للتفاوض... نحن مستعدون لمواصلة العمل الجاد في القضايا الإقليمية من خلال التعاون المشترك مع جميع الأطراف"، مشددا على أنه لا سبيل لحل أزمات المنطقة إلا بالحوار والتعاون.وأضاف أمير عبد اللهيان: "المنافسة الإقليمية لن تؤدي إلا لتدمير المنطقة وثرواتها"، معتبرا أنه "لا تستطيع دولة في المنطقة ضمان أمنها من خلال زعزعة أمن الآخرين". وتابع: "نعلن استعدادنا للمبادرات الإقليمية في سبيل تنمية المنطقة".من جانبه، أشار وزير الخارجية العماني إلى أنه نقل رسالة خطية من سلطان عمان هيثم بن طارق إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أن مجالات التعاون بين البلدين متنوعة وعديدة، مشيرا إلى أن "العلاقات السياسية مبنية على الثقة المتبادلة والاحترام والمصالح المشتركة، التي تخدم البلدين، ومنطقتنا".وجدد التأكيد أن المحادثات النووية في فيينا بلغت "مرحلة حساسة"، لافتا إلى أن نقاطا قليلة متبقية للتوصل لاتفاق، مضيفا "أكدنا لمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بوريل في ميونيخ أن إيران لن تتجاوز أبدا خطوطها الحمراء".