الثلاثاء 08 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

عمال النظافة!

Time
الأحد 09 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
الاعتراف بالخطأ شجاعة، لا يتمتع بها الاّ الشخص الفاضل، الذي يعرف قدر نفسه، والمسألة ليست مسألة شخص اعتدى على عامل نظافة، ثم اعتذر، المسألة لا بد من تصحيح تعاملنا كلنا مع عمال النظافة، فنحن، مع الاسف الشديد، من اوصلناهم الى هذه الدرجة التي تجعل أعصابنا تفلت في بعض الأحيان، وقد نعتدي على احدهم، فقد اصبح شغل الكثير منهم التسول وليس التنظيف، خصوصا عند المساجد والمدارس والتجمعات والطرق الرئيسة، فتجد احدهم واقفا ينظف في دائرة لا تتجاوز المتر المربع فقط، بالقرب من سيارات المصلين، لا ينصرف حتى ينصرف اخر مصل، فقد عودتهم الناس على العطاء، حتى امتهنوا التسول، وتركوا وظيفتهم الأصلية.
فنحن السبب بخراب هؤلاء الذين قد تظلم بعض الشركات بعضهم بتأخير صرف الرواتب، مما يجعل التسول او السرقة اقرب الطرق لهم لارسال الأموال الى بلدهم!
الشعب الكويتي كله ملام في ما يجري من عمال النظافة، وغيرهم من المندسين بينهم، والذين يصل الامر ببعضهم الى شراء لبس عامل النظافة من العامل قبل مغادرته، لممارسة التسول او السرقة، او اَي عمل اخر.
نحن الذين شجعناهم على التسول فاعتبروه دخلا ثابتا لا يمكنهم الاستغناء عنه، فاتجهوا كليا نحو التسول، وتركوا وظائفهم، فدخل التسول أضعاف مرتباتهم، ومن دون تعب، اما اذا قل دخل التسول، فالتعويض بالسرقة، او اَي طريق اخر، وهنا لابد من صدام يقع بينهم وبين المواطن الكويتي لأي سبب من الأسباب!
القضية التي تشغل الرأي العام الكويتي، ويتحدث عنها الناس، عن الاعتداء على عامل نظافة، ونصب الناس أنفسهم قضاة ومحامين، من دون ان يستمعوا للطرفين، حتى اصبح الكل منا خصما وحكما في الوقت نفسه، واساس الخراب في الموضوع كله نحن الذين أصبحنا نتسابق على توزيع الأموال، ولا نبحث عن المستحق، حتى وان كان يسكن في جوارنا...زين.

طلال السعيد
آخر الأخبار