المحلية
عمال محطات البنزين... معاناة صحية ومعيشية مستمرة
الأربعاء 02 أكتوبر 2019
5
السياسة
يعاني عمال محطات البنزين في البلاد من ظروف قاسية جدا، فبالاضافة الى الوقوف لساعات طويلة في الحر والغبار والروائح النفطية المزكمة يتعرضون لضجيج سيارات لا يتوقف وأبخرة البنزين، في ظل غياب لمعايير السلامة والصحة المهنية وراتب قليل بالكاد يكفي الاحتياجات الشخصية. ومما يفاقم معاناة عمال المحطات عدم حصولهم على أجر مناسب لطبيعة عملهم وعدم وجود تأمين صحي لهم، حيث إذا تعرض أي منهم لمتاعب صحية فلن يستطيع العمل ولن يجد من ينفق على أسرته وأبنائه أو حتى يغطي مصاريف علاجه. أما المشاكل الصحية لعمال البنزين فواضحة ومعروفة، حتى إنك لا تضطر أن تبحث طويلا عنها إذا أردت الحديث عن الأمراض التي يصاب بها العاملون فإذا سألتهم ستجد ردا واحدا "كلنا مصابون بأمراض حساسية الصدر نتيجة استنشاق البنزين فترة طويلة كما نعاني من بعض الاختناقات".ولا تقف معاناة هؤلاء العمال عند الاضرار الصحية والفنية بل تتعداها الى اضرار اجرامية ايضا، فهم عرضة لكل من هب ودب من اللصوص الذين يستغلون أوقات الهدوء وانقطاع الناس عن ارتياد المحطات ثم ينقضون على فرائسهم العمال المحملين بالاموال السائلة. ففي فترات متفرقة، تشهد محطات البنزين حوادث نوعية غريبة، منها على سبيل المثال حضور زبون ليلا أو في الأوقات الهادئة بعيدا عن ساعات الذروة، حيث يتزود بكمية كبيرة من البنزين ثم يباغت العمال ويهرب بسيارته سريعا بحيث لا يلحق به أحد.وفي سياق متصل، يشير عدد من عمال الحراسة في محطات البنزين الى وجود مشاكل رئيسية تنذر بمخاطر في المستقبل إذا لم يتم التعامل معها، أولها ضيق مداخل المحطات مما يتسبب غالباً في تعطيل الطرق الرئيسية وإغلاق الطرق الفرعية، وثانيها تلاصق مرافق المحطة وهو ما ينذر بكارثة حال نشوب أي حريق اما ثالثها فيتمثل في ما تسببه الشاحنات من ازدحام داخل المحطة وحرمانها للمركبات الصغيرة من الانتظار لحين التزود بالوقود. وأعربوا عن أملهم في تجاوز تلك السلبيات سريعاً في محاولة لإنهاء أزمة ازدحام محطات البنزين إضافة إلى مطالبهم الخاصة بتوفير عدد أكبر من المحطات داخل البلديات لخدمة عدد أكبر من السكان وتزويد كافة المركبات بالوقود. في المقابل، يتهم البعض بعض عمال المحطات بأنهم لا يتمتعون بالأمانة العملية في البيع والشراء في عدد من المحطات، فعندما يقوم العامل بتعبئة "التانكي" يعمد الى شيء من التلاعب بالعدادات حتى يكون له نصيب من البيع ولو يسيرا لكنه كبير اذا كرر العملية على عشر سيارات يوميا.