عمالة غير منتجة!

طلال السعيد


تصريح خطير جدا منسوب لمدير هيئة القوى العاملة بالوكالة يقول فيه ان هناك مليونا و600الف من العمالة الوافدة غير منتجة!
لا اعرف ماذا يعني بالضبط بعبارة»غير منتجة»، فالتصريح رغم خطورته الا انه يحتاج الى تفسير وإيضاح ليفهمه الجميع، خصوصا ان الذي صرح به مسؤول حكومي يفترض انه ثقة، وان رأيه يؤخذ بعين الاعتبار، فليس هناك في الكويت حكومتان لكل حكومة منها رأيها الخاص، فكلهم يفترض انهم يسيرون باتجاه واحد، وان التركيبة السكانية تهم الحكومة كلها، وتهتم بها من دون استثناء، فهل بعد هذا الإنذار إنذار، خصوصا حين يصدر من مسؤول حكومي يفترض فيه الحرص على المصالح العليا للبلاد؟
الذي نعرفه ان الشخص غير المنتج يشكل عبئا ثقيلا على عائلته ومجتمعه، وبالتالي على البلد كله، حين يقوم غيره بالصرف عليه، فما بالك اذا كان هذا غير المنتج وافد ضاقت به بلده ذرعا، فقذفت به الينا، فهل نحن ملزمون بإيواء عمالة غير منتجة، او هل نحن ملزمون بإعادة تأهيل تلك العمالة الوافدة لتحويلها الى منتجة كما حصل مع العامل الزراعي الذي تحول مستشارا قانونيا بعد اعادة التأهيل، بينما الكويتيون يقفون في طابور طويل امام ديوان الخدمة بانتظار التوظيف؟
مشكلة المشكلات ان تصريح المسؤول الحكومي لم يحرك ساكنا عند الحكومة الرشيدة، ولم تتفاعل معه، او تأخذه بعين الاعتبار، والادهى والامر ان المشكلة تتفاقم، فلا يزال مطارنا يزخر بالقادمين الجدد من العمالة غير المنتجة، او الهامشية اذا كان تفسيرنا صحيحا، وقد فات على المسؤول الحكومي ان يضيف الى الرقم اولئك البلطجية الأربعة الذين خطفوا المحامي لصالح محام آخر، ولم يبين لنا المسؤول الحكومي: هل هم من ضمن العمالة غير المنتجة، ام انهم قدموا للبلاد لغرض البلطجة، او ما يسمى قاتل بالايجار؟
وهذا قليل من كثير، مادام ان هناك أعداداً تتزايد من العمالة غير المنتجة والقادم اصعب وادهى وأمر...زين.