عماوي: دور الكويت رائد في "معهد العلوم العربية"

نظم المقهى الثقافي التابع لمعرض الكتاب محاضرة للأستاذ في معهد تاريخ العلوم العربية في فرانكفورت مازن عماوي الذي تحدث عن إنجازات المعهد ودوره في خدمة الثقافة العربية.
بدأ عماوي المحاضرة بتقديم نبذة عن تاريخ العلوم العربية والإسلامية، باعتبارها شاملة جميع العلوم كالفيزياء والكيمياء والطب والرياضيات واللغات إضافة إلى العلوم الإسلامية والدينية، لافتا إلى أن الاهتمام بالعلوم في العالم الإسلامي أدى إلى تطور هائل في المجال العلمي على اختلاف تفرعاته كالفلسفة والفلك والجغرافيا وغيرها.
وأضاف خلال فترة قصيرة، مرت الحضارة العربية بمراحل عدة بينها، مرحلة أخذ العلوم عن الأمم السابقة، مرحلة تمثّل هذه العلوم وترجمتها من وإلى اللغات المختلفة الهندية والفارسية والسنسكريتية واليونانية وغيرها، ثم مرحلة وجود المؤسسات العلمية الضخمة، وانتهاء بمرحلة الإبداع الخالص.
وأوضح أن مرحلة الإبداع نتج عنها الدور الريادي للأمة العربية والإسلامية في جميع مناحي العلوم التي استمرت ثمانية قرون، أثمرت ملايين المخطوطات العربية منها الكثير من الكتب الكبيرة بمئات الصفحات، التي منها حاليا نحو مليون ونصف المليون مخطوطة، ساهمت في انتقال الثقافة والعلوم العربية إلى أوروبا، عبر عدة طرق سواء جغرافيا أو تجاريا أو شخصيا عن طريق الدراسة في الجامعات كجامعات الأندلس، وحتى من خلال الحروب الصليبية، وعبر ترجمات الكتب العربية إلى اللغات اللاتينية وغيرها.
وأشارإلى أن المعهد تأسس العام 1982، بمساهمة كثير من الدول العربية، وبخاصة الكويت التي كانت رائدة وسباقة في هذا الأمر مع المملكة العربية السعودية، إضافة إلى مساهمات بعض الدول العربية والمؤسسات كمؤسسة الملك فيصل في المملكة، مبينا أن المعهد أضحى أضحى ملتقى للباحثين عن المعرفة لاسيما أن مكتبته تجاوز عددها خمسة وعشرين ألف مجلد، كما أنها تحتوي على مخطوطات بالمئات وهناك أفلام مصورة لحوالي سبعة آلاف مخطوطة.
وبين أن مجلة تاريخ العلوم العربية – الإسلامية التي يصدرها المعهد تعد مرجعا للباحثين والمهتمين، كما أشار إلى بعض إصدارات المعهد من المخطوطات والمراجع العربية الأصلية للحفاظ عليها ولتكون مرجعا متاحا وموثوقا، موضحا أن من بعض المشاريع التي أنجزها المعهد "فهرسة المراجع والدراسات العربية والإسلامية المنشورة باللغة الألمانية"، إلى جانب المراجع المتعلقة بالبلدان العربية المعاصرة.