طلال السعيدنظرية "عمك أصمخ" كانت ناجحة في العهود الغابرة حين كان المسؤول محصنا يخافه الناس ولا يحبونه، اما حاليا، وفي دول كثيرة غدت عبرة، حين اغلق المسؤول بابه على نفسه، ولم يعد يسمع سوى صدى صوته يردده المقربون ومستشارو السوء، كانت النهاية وخيمة، فقد كان الحاجز الذي وضعه المقربون بين الحاكم والمحكوم كفيلا بفصله عن شعبه، وبالتالي دفع الثمن هذا ما يسمى المسؤول الاطرش او بالعامية "عمك اصمخ".لا بد إذاً من سماع صوت الناس والتفاعل مع قضاياهم والرد عليهم، ومحاسبة المخطئ منهم، او المتجني على الناس، او الذي يتهم من دون دليل. حكومتنا الحالية،عجل الله رحيلها، تتخذ حاليا سياسة "عمك اصمخ" او دعهم يقولوا ما يريدون ونحن نفعل ما نريد، فقد انفصلت انفصالا تاما عن الشارع الكويتي بسبب سوء الاختيار، وبالتالي اقيم الحاجز الكبير بينها وبين الناس، فلم يخاطبنا سمو رئيسها بجملة واحدة مفيدة، ولم نسمع منها ما يطمئننا على ان الامور تسير في مجراها الطبيعي، لم نسمع سوى التهديد والوعيد، اما بفرض ضرائب، او الغاء الدعوم، او تفشي"كورونا"!هكذا اصبح البلد يدار بعد توزير الأسماء المرفوضة، حتى وصلنا الى حد الخوف والمشكلة ليست بالخوف، انما في مرحلة ما بعد الخوف.بعض الاحيان يترك الجرح حتى يكبر فيصبح علاجه صعبا جدا ما لم يبتر العضو، والا "عمك أصمخ"... زين.
[email protected]