عن أي إسلام تتحدثون؟

سعود عبد العزيز العطار

نعم، أبتعدنا كثيرا عن الإسلام، وأخذنا اسمه فقط، لأننا تركنا تعاليمه ومبادئه، وتناسينا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهجرنا القرآن الكريم، وأصبحت المساجد أشكالا وزخارف خاوية، إلا ما قل وندر. وأصبح شهر رمضان الكريم شهر العبادة، وهو أعظم الشهور عند الله عز وجل، الذي نزل فيه القرآن الكريم، حلبة للتنافس بالمسلسلات والسهر في الخيم الرمضانية، على أنغام الأوتار الموسيقية حتى آذان الفجر. ومع كل هذه المفارقات تجد هناك من يتربص بنا ليحرق قلوبنا بحرق القرآن الكريم من المتشددين والمتطرفين من الغرب، وغيرهم، لأنهم يدركون جيدا خطورته، وأنه المصدر الذي يستمد المسلمون قوتهم ونهجهم واصلاحهم منه، ويأخذون منه شريعتهم الإسلامية كدستورحياة لهم، لذا تجدهم لا يتوقفون عن الاستفزاز والإساءة الى المصحف الشريف، وسجلهم الأسود يشهد على ذلك وآخرها قبل أيام تزامنا مع أول أيام العيد الأضحى المبارك في حرق المصحف الشريف مع تهاون الحكومة السويدية كالعادة وتحت حماية رجال الشرطة. وبالتأكيد ليست هذه المحاولة الأخيرة، لأنهم على علم أننا خانعون مطأطئو الرؤوس، جبناء، ضعفاء، متفرقون في كلمتنا وتماسكنا، ومنشغولون بأنفسنا، وملذاتنا، وأهوائنا، غافلون عن حقيقة ما يجري من حولنا، ولا نملك إلا التنديد، وبيانات الإحتجاجات للقيمين على سفاراتهم في الخارج، ولنتذكر قوله تعالى: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين"، وقوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، صدق الله العظيم.

آخر كلام
أين المتحدث الرسمي لحكومة الكويت؟ وهل يعجبها هذا الكم من الشائعات التي تنشر عبر التواصل الاجتماعي، والتي تلامس مشاعر الناس بتلك القرارات والأخبار، ولا يعرف مدى صدقها من كذبها، أما قد انتهت صلاحية وفاعلية المتحدث الرسمي مع انتهاء جائحة فيروس "كورونا"؟ إن وجود المتحدث الرسمي لأي حكومة يعتبر ضرورة مهمة لأنه يوفر المرجعية والمصداقية في نقل المعلومة، ويوضح الصورة، ويسهل عملية الربط والاتصال بالجمهور بوسائل الإعلام المباشر ويحد من عملية انتشار الشائعات المزيفة، ويعطي الصورة المتكاملة لعمل الحكومة.
والله خير الحافظين

كاتب كويتي
[email protected]