الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

عندما تُفْرِط تسوء أمورك

Time
الخميس 15 يونيو 2023
View
12
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يفترض بالعاقل الأَلْمَعِيّ السعي المستمر الى عيش حياته بوسطيّة واعتدال، لاسيما بشكل متوازن قدر استطاعته، لأن الافراط وتجاوز الحد المنطقي، والمبالغة، والإيغال في أي أمر حياتي، سلبًا أو إيجابًا، سيأتي أحيانًا كثيرة بعواقب سلبية، وربما سيؤدي الى أن تسوء أمور الإنسان الحياتية ما لم يستيقظ قبل فوات الأوان. ومن بعض أسباب هذه الظاهرة السلبية وعواقبها السيئة، وبعض جوانب الحياة الخاصة، والتفاعلات الشخصية في الحياة العامة التي يتوجب فيها الحفاظ على التوازن والوسطية والاعتدال، نذكر ما يلي:
-أسباب الإفراط وعواقبه السيئة: كلما تدنّى مستوى تقدير الذات عند الإنسان مَال، عادةَ، الى وضع نفسه في مواقف محرجة تدفعه الى إظهار شغف غير منطقي بالآخرين للحصول على إعجابهم، أو فقط قبولهم له، ما يؤدي بكل تأكيد الى إذلاله لنفسه.
وبسبب عدم امتلاكه لمهارات التعامل المناسب مع الناس، وضعف النباهة وغياب الحذر المنطقي، وبسبب وضع المرء المُفرط لهالات القداسة على رؤوس بشر آخرين مساوين له في قدراتهم، وبسبب منحهم قدرًا أكبر من قدرهم الحقيقي، تسوء أمور الفرد عندما يفرط ويستعجل في إطلاق أحكامه الشخصية على الأخرين، قبل أن تتضح له توصيفاتهم النفسية الحقيقية، وربما بسبب وجود جوع ذاتي مزمن لجذب الانتباه والاهتمام، ولمنح البعض ثقتهم الكاملة لفرد أو مجموعة أفراد يستمرون غامضين بالنسبة لهم، لكن تكشف إشاراتهم النفسية الأولية أنه لا يجب أن يؤمن جانبهم.
- لا تُفرط في هذه الأمور: الإفراط في تقديم ولائم الكرم لمن هم شبعانون أصلاً يضيع المال، ويبخس حقّ الفقراء والمساكين في الصدقات، ويؤدي في التبعيّة القبلية، أو الطائفية، أو الطبقية، أو الأيديولوجية الى سلب الحرية الشخصية.
ويُفضي الإفراط في الألفة مع الأصدقاء والمعارف الى ما لا يحمد عقباه، فكل مبذول مملول، وكذلك الإفراط بطيبة القلب يصيب من القلب الطيّب المقتل، اليوم أو غدًا، وتؤدي الاتكالية المفرطة على الآخرين إما لكسب الرزق، أو لتأمين المستقبل الى الندم، ويؤدي تجاهل الطمع كعنصر بنيوي في الشخصية الإنسانية الى منح الثقة لمن لا يستحقها.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار