الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

عندما يستمع الحاكم لما يدور في قلوب الناس

Time
الاثنين 17 يوليو 2023
View
7
السياسة
أحمد الدواس

أرسل ملك الصين ابنه الأمير تاي لكي يتعلم الحكمة من أحد الحكماء، فارسل الحكيم الأمير الى الغابة، وطلب منه أن يظل فيها بمفرده لمدة عام، يستمع للأصوات التي تصدر فيها.
قضى تاي عاماً في الغابة، يستمع للأصوات التي تصدر منها، وعاد إلى الحكيم بعد أن انقضى العام، وأخبره بأنه سمع صوت الوقواق، وخشخشة أوراق الشجر، وصوت الطائر الطنان، وصرار الليل، وأزيز النحل، وصوت الريح.
طلب الحكيم من الأمير أن يعود مرة أخرى الى الغابة، ويقضي عاماً آخر لعله يسمع أصواتاً أخرى غير تلك التي سمعها.
تضايق الأمير من هذا الطلب، لكنه استجاب وذهب للغابة، وبقي في الغابة يحاول أن يسمع أصواتاً مختلفة غير تلك الأصوات التي سمعها من قبل، لكنه لم يسمع أي صوت مختلف.
وفي صباح أحد الأيام، عندما كان الأمير جالساً تحت أحد الأشجار، بدأ في سماع صوت خافت غير الأصوات التي سمعها من قبل، وعندما بدأ يصغي بشدة وبإرهاف بدأت تلك الأصوات أكثر وضوحاً.
شعر الأمير بالفرحة، وبدأ يفكر ملياً في ما سمع، وقال لنفسه لا بد أن هذه الأصوات هي الأصوات التي أراد مني الحكيم أن أسمعها.
عاد الأمير تاي بعد انقضاء السنة التالية، وسأله الحكيم في ما إذا سمع شيئاً جديداً؟
فقال الأمير: "عندما ركزت بشدة على السمع، سمعت ما لم أسمعه من قبل، سمعت صوت الأزهار تتفتح، وصوت الشمس وهي تدفئ الأرض، وسمعت صوت العشب يشرب ندى الصباح".
أومأ الحكيم برأسه موافقاً لما قاله تاي، وقال له: "لتسمع ما لم يسمع هو أمر ضروري لكل حاكم، وعندما يستمع الحاكم بهمة لما يدور بقلوب الناس، ويستمع للمشاعر التي لم يفصحوا عنها، والألم الذي لم يعبروا عنه، والشكوى التي لم ينطقوها، فسوف يخلق الثقة في شعبه، ويفهم أن شيئاً ما خاطئ، ويلبي احتياجات شعبه الحقيقية".
وأضاف: "أن زوال الدول يبدأ عندما يسمع الحاكم الكلام السطحي ولا يتغلغل بعمق داخل نفوس شعبه، لكي يستمع الى آرائهم ومشاعرهم ورغباتهم الحقيقية".


[email protected]
آخر الأخبار