عهود

د. حمود الحطاب

ومهما تكن عند امرئ من خليقة؛ وإن خالها تخفى على الناس؛ تعلم. نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا؛ نعيب زماننا ولو نطق الزمن لهجانا والويل من هجائه ورَّانا.
الازمنة عقود وعهود؛ فعهد حاضر انت تعيش فيه؛ وعهد قادم ما تدري ما عليه اللهُ مرسيه؛ وعهد مضى شبع اهله الطغاة البغاة لعنا فيه.
القبور بعثرت، واهل ذاك الزمان تحولوا من جثث هامدة الى جيف منتنة، الى عظام بالية نخرة لا ادري ايهما الاسبق. وشوفوا حال فرعون وهامان وربعهم.
لكل دولة عهد وعهود وحقب زمنية: حقبة الصحراء القاحلة، والقرية الفقيرة، وحقبة الهجرة اليها لخلوها من القانون؛ فيها حرية؛ وحقبة طلب العيش وسيطرة الظلم من نواخذة الجهل الا من رحم ربي؛ ظلم بعض النواخذة، وربما الاكثرية للغاصة والمجدمية والتبابين (جمع تباب)؛ الغر الحديث من العاملين على السفن وغيرهم من العاملين الفقراء في السفن.
وحقبة تفجر كنوز الارض؛ وفي الكويت، حفظها الله ورعاها؛ هناك سنين تسمى؛ ومنها سنة الطاعون، حفظنا الله واياكم منه؛ وحقبة الجراد، وحقبة الهدامة، وحقبة خش الفلوس عن الفقراء وتوزيعها بين الاغنياء؛ فأصبح المال دُوْلَةً بين الاغنياء؛ ودولة بضم الدال وتسكين الواو وفتح اللام تعني متداولا دائرا فقط في دائرة واحدة هي دائرة الاغنياء؛ وأما الفقراء فماكلين تبن.
والتبن علف جيد للفقراء بس عيبه انه يشرِّق؛ وسني النهضة العمرانية والتثمين؛ وسنة الهزيمة والنحشة، ومعها سنة بوق الناقلات؛ وسنة التفسخ بعد عودة البلاد وعدم المحافظة على عهد الله بالصلاح والتوبة؛ وسني الترقيع وتوقف المشروعات؛ وسني سيطرة الحرامية وبطانات السوء اقصد: بطانيات؛ وسني سيطرة الاسلاميين سياسيا وهميا-منصوب لهم فخوخ- وأكلوا المقلب الأغبياء؛ وسنة سحب البساط من تحت اقدامهم بعد أن شبع السياسيون منهم من اكل الحرام ووكلوه عيالهم؛ ورقصوا العرضة؛ وهم ليسوا من اهلها؛ بسيوف من خشب رقصوا؛ وسنة انقلاب المعارضة-اللي نمر فيها اليوم- وسقوطها بأيدي خصومها فجأة. وان شاء الله نحن حاليا في بداية سني الاصلاح؛ وديروا بالكم من العراب السياسي المليارديري؛ وربعه العرابين الأذناب.
وباجر التاريخ راح يكتب عن عظامنا النخرة.
آه ايها السادة:لا أريد أن أدفن معي في قبري قهرا؛ بسبب الغير؛ ما فائدة أن آخذ معي في قبري القهر؛ وهكذا قلتُ بعض ما يعتور في قلبي؛ وإن كنت متأكدا أن الله محاسب كل ظالم عن ظلمه؛ الظلم الذي يمس الشعوب.
هذا؛ وإن عاد التاريخ فَسَبَّنا؛ فتلك إذاً كرَّةٌ خاسرة...في أمان الله.

كاتب كويتي
[email protected]