طلال السعيدكثيرا ما نكتب عن غياب هيبة الدولة، وعن تمادي الاشقاء الوافدين بالتمرد على القوانين، وليس مخالفتها فقط، فهم يستمتعون في ممارسة المخالفات علنا، مثال على ذلك هذه الايام نلاحظ عودة قوية لممتهني التسول الذين جعلوا من التسول مهنة يمتهنونها.هناك عودة غريبة وقوية جدا للمتسولين بغياب القبضة الامنية القوية، وفرض قوة القانون، فيما مطلوب جولة صغيرة في صناعية الجهرة، وصناعية الصليبية، وهذه الجولة كفيلة بأن تثبت لك ضعف القبضة الامنية، وسوف تجد انتشارا غير طبيعي لنساء متسولات، يوزعن على المناطق بطريقة منظمة، ولكل واحدة منهن شارعها الخاص الذي لا تقربه الاخرى، وهناك باصات صغيرة توزع المتسولات، ثم يجمعهن للمغادرة. هذه حال كل الصناعيات في الكويت، بما فيها الشويخ الصناعية، وليس فقط صناعية الجهرة! لا احد يعرف اين نقطة الانطلاق، ولا من اين يأتين، لكنهن يتجولن بباصات في طول الكويت وعرضها من دون حياء، ولا خوف، فقد اصبحت ديرة متسولين، وما تبقى للباعة المتجولين الذين شغلوا البلاد والعباد، فلم تسلم منهم اشارة، اما الارصفة في المناطق الداخلية فقد اصبحت معارض لبيع السيارات على اساس انها من سيارات المنطقة، وانها نظيفة، والحقيقة غير ذلك. المهم ان الامر اصبح فوضى، وكل شخص يعمل ما يحلو له من دون رقيب ولا حسيب، فهل بعد ذلك بقيت للدولة هيبة؟ حين نشدد على بعض المظاهر السلبية التي تؤثر بشكل مباشر على هيبة الدولة، فاننا بذلك ندعو الى فرض الهيبة في الشارع، خصوصًا بعد التراجع المحرج لبعض القرارات التي يطالب فيها الشعب الكويتي، لكن يبدو ان الاعلان عن بعض الاجراءات احرج الحكومة، لكن الاكثر احراجا برأي اغلبية الشعب الكويتي التراجع بعد اتخاذ القرار! المهم الان ان الاشقاء الوافدين عرفوا نقطة ضعف الحكومة، ونفذوا من خلالها، والحكومة تدور في حلقة مفرغة، وتعجز عن اتخاذ قرار مثلما حصل مع اقامات من بلغوا الستين، او قرار سحب رخص القيادة!المهم الان ان تتحرك الدولة لمكافحة التسول والباعة الجائلين الذين لا يختلفون كثيرا عنهم، للمحافظة على وجه الكويت المشرق، والاهم فرض هيبة الدولة... زين.
[email protected]