"عودة ريا وسكينة " كوميديا وتشويق وحضور مميز لنجوم العمل

كتب - مفرح حجاب:


ضمن فعاليات مهرجان "صيفي ثقافي" قدم فريق مسرحية "عودة ريا وسكينة" عرضين للجمهور، بمسرح عبدالحسين عبدالرضا، وهذه التجربة من شأنها ان تشجع الفنانتين هيا الشعيبي وإلهام الفضالة على الإنتاج مجددا، لا سيما بعد تقديم المسرحية في السعودية بعدما افتتحت عروضها بالكويت، وحضر العرضين جمهور كبير تقدمته الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية في المجلس الوطني تهاني العدواني، وكوكبة كبيرة من محبي "أبو الفنون".
المسرحية ضمت كل عناصر الفرجة والمتعة، من غموض وكوميديا وتشويق، حيث تم طرحها بأسلوب مغاير عما تعود عليه المتلقي، لا سيما بعد أن جسدت هيا الشعيبي "ريا"، وتقمصت الفنانة إلهام الفضالة أختها "سكينة" بطريقة كوميدية، وحاول الفريق تقديم أفضل ما لديه لاسعاد الحضور.
ورغم أن فريق العمل تناول قصة "ريا وسكينة" بشكل مختلف ورؤية مبتكرة، إلا أنه لم يمح جوهر القصة الشهيرة، بل حافظ على الحكاية والقصة الشعبية، عن الشقيقتين السفاحتين في مصر، إذ ظهرت هناك بعض الاختلافات في القصة الأساسية، خصوصاً حين تكتشف "ريا وسكينة" أن والدهما هو سبب تعاستهما، وتردي حالتهما المعيشية.
تبدأ الأحداث بامرأة تحتضر قبل ولادتها لابنتها "سكينة"، حيث أوصت جارتها الشريرة والسفاحة، التي تلعب دورها الفنانة نورهان، أن توفر الرعاية لابنتها "ريا" وشقيقتها حديثة الولادة "سكينة"، وخلال الأحداث شكلت هيا وإلهام ثنائيا رائعا، في حين تميزت الفنانة نورهان بعفويتها في الأداء، حيث صفق لهن الجمهور غير ذي مرة.
كما تطورت الأحداث سريعا ومضت السنوات، فنرى الشقيقتين تكبران، لكنهما تضطران للسرقة والقتل كي تعيشان في البيت، الذي أعطتهما إياه السفاحة بعد أن علمتهما السرقة وخطف النساء الثريات، ومن ثم قتلهن، حتى لا ينكشف المستور.
وهنا يظهر المرشد السياحي، الذي يجسد شخصيته الفنان داود حسين، وهي شخصية جديدة تمت إضافتها إلى شخوص العمل الأساسيين، حيث يجوب البلدة التي تشهد أحداث الخطف والقتل، فهو في الظاهر يبدو كمرشد سياحي أمام الناس، غير أنه يعمل في الباطن كمخبر سري للشقيقتين السفاحتين.
ويحسب لداود حسين براعته في الأداء، إذ تميز بعفويته، كما وضع خبرته وكل إمكاناته وأدواته التمثيلية لاتقانها.
كذلك برز الفنان خالد البريكي وقدم أفضل أدواره على المسرح واستطاع أن يغازل الجمهور بأدائه واتقانه لشخصيته وحافظ على إيقاع تواجده على الخشبة بشكل رائع، وكان حضوره لافتا وجميلا، ولعل مشاركته في هذا العرض تعيده من جديد إلى "أبو الفنون".
كما حرصت كاتبة النص الفنانة هيا الشعيبي، على وضع بصمتها الخاصة، عبر تسليط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية، بينها ضرورة المحافظة على البيئة وحماية المستهلك، بالإضافة إلى موضوعات أخرى تستهدف الشاب وقضاياه المختلفة، ثم طرح بعض الظواهر السلبية، التي تحدث في مواقع "السوشيال ميديا"، لتنتهي الأحداث بظهور والد "ريا وسكينة" بعد سنوات من غيابه، لتتكشف الأمور تباعا، وتظهر آخر الضحايا التي تم قتلها على يد هاتين القاتلتين، وكانت أختهما من الأب.
كشف العرض عن ولادة مخرج واعد هو ثامر الشعيبي، الذي استطاع ان يتعامل مع هؤلاء النجوم الكبار ويقدم معهم عملا بهذا الحجم .