طلال السعيدقريبا جدا سيعرف الشعب الكويتي كله أن "عوق الركائب" من أهلها حين يقع الصدام الذي هو آت لا محالة بين الحكومة الجديدة والمجلس الحالي. سوف يقع الصدام وسوف يكون "عوق" الحكومة من أعضائها الجدد الذين كانت لهم مواقف معلنة لا يستطيعون إنكارها فهي مكتوبة ومرصودة ضد توجهات هذه الحكومة خصوصا، في موضوع معالجة عجز الموازنة، ولا أعرف كيف يقبل الوزارة من لا تتفق توجهاته مع توجهات الحكومة ورئيسها، وفي الوقت نفسه هل خلت الكويت حتى يتم اختيار شخص له مواقف معلنة ضد الحكومة وتوجهاتها لمنصب وزير بالحكومة نفسها؟ هناك خطأ كبير ارتكب، وهذا الخطأ لن يظهر أثره حاليا، لكن اذا احتاجت الحكومة الى التضامن الوزاري سوف تدفع ثمن سوء اختياراتها. الأمر الآخر، وبالتشكيل الحالي لن يضمن الرئيس سرية قرارات ونقاشات مجلس الوزراء، التي سوف تسربها الاسماء المستعارة والمواقع الوهمية قبل نهاية اجتماع مجلس الوزراء!
في مراحل التعليم الأولى حفظنا قصة المهلب حين حضرته الوفاة وجمع أولاده وأعطاهم حزمة العصي فعجزوا عن كسرها، ثم فك الحزمة فسهل عليهم كسر العصي، والبيت العربي المشهور: تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا...واذا افترقن تكسرت افرادا.وليس هناك فرد بالكويت لا يعرف هذه القصة إن لم يكن يعرف البيت المشهور الذي لم يقال عبثا، وهذا ينطبق على بعض الاسماء الجديدة التي كانت بالامس تعارض وتنتقد وتشحذ همم الجماهير، واذا بها اليوم تهرول باتجاه كرسي الوزارة، فهل نصدق أن من تنازل عن مبادئه بسهولة ويسر سوف يكون وفيا للمعازيب الجدد؟ومن أروع أقوال هتلر:" إن لم تكن تعرف أين تذهب فكل الطرق تفي بالغرض"! وهاهو التشكيل الحكومي الجديد يسلك أقصر الطرق، ليس لأنها الأفضل، لكن لأنه لا يعلم أين يذهب وفي النهاية صدام وحل، والمواطن البسيط هو من سيدفع الثمن.كان الله في عوننا فركائبنا عوقها من أهلها...زين.
[email protected]