بيروت ـ "السياسة":مع انسداد مخارج الحلول الداخلية للأزمة الحكومية، مع اقتراب التكليف من دخول شهره الخامس، يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري جولاته الخارجية التي قد تقوده إلى الكويت في وقت لاحق، حيث زار، أمس، قطر، والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد، حيث بحث في تطورات الأوضاع في لبنان، وتحديداً ما يتصل بتأليف الحكومة التي يدور بشأنها كباش محتدم بينه ورئيس الجمهورية ميشال عون، الذي لا ينظر بارتياح إلى جولات الحريري الخارجية، والتي يعتبرها محاولات للتحريض عليه وممارسة الضغوطات بحقه، من أجل دفعه لتقديم تنازلات في عملية التأليف. توازياً، وبانتظار زيارة الحريري المملكة العربية السعودية، التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، أمس، السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، وتم البحث في الأوضاع العامة.وذكر المكتب الإعلامي في دار الفتوى، أن البخاري أمل أن "يجتاز لبنان أزمته بأسرع وقت، وأن تستقر أموره وشؤونه، مؤكداً أن "السعودية لن تتخلى عن الشعب اللبناني وستبقى داعمة له ولمؤسساته".من ناحيته، أعرب دريان، عن "شكره للمساعدات التي تقدمها المملكة للشعب اللبناني"، مشدداً على "أهمية العلاقات المتينة التي تربط البلدين".
وجدد، "إدانته للعدوان المتكرر على الأراضي السعودية، وكل اعتداء عليها بمثابة اعتداء على لبنان وعلى الدول العربية"، مشيراً إلى أن "ما يقوم به الحوثيون من أعمال إجرامية ضد السعودية هو مستنكر ويجب وضع حد له سعياً إلى عودة الأمن والاستقرار إلى الخليج العربي عموماً واليمن خصوصاً".إلى ذلك، وفي موقف أميركي لافت، أكدت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية غيرالدين غريفيث، أنه "ليس هناك أي تغيير في سياسات الولايات المتحدة تجاه حزب الله فهو منظمة إرهابية"، مشيرة إلى ان "ما يهمنا في لبنان هو أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على تلبية احتياجات الشعب اللبناني وتحقيق الإصلاحات المطلوبة وقرار تشكيلها يعود إلى الشعب اللبناني".وقالت، "نواصل التشاور مع حلفائنا في أوروبا من أجل مساعدة لبنان"، مشددة على أن "الولايات المتحدة تتشارك مع فرنسا في هدف تقوية لبنان ومساعدته في مواجهة التحديات الاقتصادية وفيروس كورونا".وفي انعكاس لتردي الأزمات المعيشية على اللبنانيين، يواصل بعض الشباب اختيار الموت انتحاراً على تحمل الظروف المعيشية الصعبة، التي وضعت نحو 70 في المئة من اللبنانيين تحت خط الفقر. وفي السياق، أقدم الشاب (عمر س) على الانتحار يأساً من الواقع الاجتماعي المزري الذي يعيشه، حيث فارق الحياة داخل شقة والديه الذي يقطن معهما في محلة القبة، بمدينة طرابلس. على صعيد آخر، أشار مدير مستشفى الحريري الحكومي فراس الأبيض، إلى أن "الأمور تسير على ما يرام في مركز التلقيح بمستشفى بيروت الحكومي، حتى الآن، تم إعطاء 162 حقنة تطعيم في نحو الساعتين فقط".وقال، إنه "لا يوجد ازدحام، وقت انتظار قصير"، موضحاً أن "بعض المرضى يحتاجون لعناية خاصة، ولا يمكن تقديم اللقاح لهم بسهولة، خصوصاً في هذا الطقس، ولكن لا داعي للقلق، يمكننا الالتزام بشروط السلامة".