الجمعة 06 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية   /   الأولى

عون يغادر "بعبدا" بأعنف هجوم على خصومه ويؤكد: لبنان مسروق

Time
الأحد 30 أكتوبر 2022
View
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان:

بمواكبة شعبية كبيرة من مناصري "التيار الوطني الحر" الذين حضروا بالآلاف إلى قصر بعبدا لوداعه، خرج الرئيس اللبناني ميشال عون من مقر الرئاسة الأولى أمس، للمرة الأخيرة، إلى منزله الجديد في منطقة الرابية، حيث تنتهي ولايته رسمياً، منتصف ليل اليوم، ليعود بعدها رئيساً سابقاً، بعد ست سنوات كانت عصيبة إلى أقصى الحدود على اللبنانيين، بعدما بلغت الانهيارات الأصعدة كافة، ولم يشهد لبنان مثيلاً لها في تاريخه.
وقال عون في خطاب ألقاه أمام مناصريه إنه وقع مرسوما باعتبار حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها نجيب ميقاتي مستقيلة، ودعا مجلس النواب الى أن يبادر الى نزع التكليف عن الحكومة، كما اطلق سلسلة من المواقف التصعيدية التي هاجم فيها خصومه، وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة
ووصف عون الامن والقضاء بأنهما أساسيان لقيام الدولة، مشيرا إلى أن البلد يحتاج الى إصلاح والتخلص من النافذين الذين أصابوا القضاء بالشلل واوقفوا التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت، داعيا الى اقتلاع الفساد من جذوره.
ورأى أن الدولة اللبنانية باتت مهترية وكل مؤسساتها لم يعد لها قيمة، بسبب المنظومة الحاكمة التي استعملتها خاصة القضاء الذي لم يعد يحكم لصالح الناس، موضحا أنه بالرغم من كل التجاوزات المالية والانهيار الاقتصادي لم يتم تقديم حاكم مصرف لبنان إلى القضاء بسبب حمايته من قبل المنظومة الحاكمة.
ولفت الى أن الأبرياء في ملفّ المرفأ بقوا بالسجون وهذه مسألة خطيرة، مؤكدا أنه لن يهدأ قبل انتشال الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها.
واعتبر عون ان ترسيم حدود لبنان البحرية الجنوبية سيسمح باستخراج الثروة الوطنية من النفط والغاز والتي ستؤمن الرأسمال الكافي لانقاذ البلاد.
وسرعان ما رد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على كلام عون بأنه وقع استقالة الحكومة، وقال في كتاب وجهه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن"الحكومة ستتابع القيام بواجباتها الدستورية كافة ومن بينها تصريف الاعمال وفق نصوص الدستور والانظمة التي ترعى عملها وكيفية اتخاذ قراراتها المنصوص عليها في الدستور ما لم يكن لمجلس النواب رأي مخالف، واعتبر ان المرسوم الذي قبل استقالة الحكومة، يفتقر الى اي قيمة دستورية.
وسط هذه الأجواء، حمّل البطريرك اللبناني الماروني بشارة الراعي، السياسيين في البلاد مسؤولية الفراغ الرئاسي، مع مغادرة الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، القصر الرئاسي اليوم دون انتخاب خليفة له.
وقال "الراعي": "لو وُجدت ذرّة من الرحمة والعدالة لدى المسؤولين السياسيّين... لما أمعنوا في هدم مؤسّسات الدولة تباعًا وصولًا إلى رئاستها التي هي فوق جميع الرئاسات والمؤسّسات، فأوقعوا هذه الرئاسة العليا والأساسيّة في الفراغ، إمّا عمدًا، وإمّا غباءً، وإمّا أنانيّةً.
وتمنى الراعي الخير لعون بعد حياة طويلة في مختلف المواقع العسكرية والوطنية، مضيفاً أن عهده لم يكن سهلاً بل محفوفاً بالأخطار والظروف الصعبة، واعتبر أن الشغور الرئاسي في لبنان ليس قدراً، بل مؤامرة، والدولة بلا رئيس كجسم بلا رأس، والجسم لا يحتمل أكثر من رأس.
وأكد الراعي أن الرئاسة بصلاحيتها ودورها أساس الاعتراف بوحدة لبنان كياناً ودولة، فالرئيس فوق كلّ رئاسة، معتبراً أن العودة إلى نغمة "الترويكا" قد ولّت.
وتساءل الراعي عن اسباب التشكيك في الشخصيات القادرة على تبوؤ هذا المنصب وتصوير الواقع كأن ليس هناك بين كل موارنة لبنان شخصية صالحة لتسلم الرئاسة وإنقاذ البلاد، مشيرا إلى أن هذا أمر مدبر ومخطط له، إما لإطالة الشغور الرئاسي، وإما لفرض رئيس من خارج الثوابت الوطنية يكون خاضعا للمشاريع المتجولة في المنطقة.
واكد أن الطريق إلى قصر بعبدا يمر باحترام الدستور والشرعية وعدم تجييرهما لهذا المحور أو ذاك، وباختيار رئيس يتمتع بتجربة إدارة الشأن العام ومعرفة الإدارة اللبنانية والمؤسسات، والقدرة على جمع المواطنين حول مبادئ لبنانية والولاء للبنان فقط، وباستعادة علاقاته مع أصدقائه وتوسيعها.
آخر الأخبار