عون يكشف المستور: حكومة تصريف الأعمال لا يُمكنها ملء الفراغ

بيروت ـ من عمر البردان:

في فصل جديد من فصول المعاناة والإذلال التي يرزح تحتها شعبه البائس، يدخل لبنان، بدءاً من اليوم، في العتمة الشاملة، حيث يُطفئ معمل الزهراني محرّكاته، بعد نفاد الفيول، بعدما كان التيار الكهربائي متوافر لساعات قليلة في المرافق العامة الأساسية في الدولة. ولكي يكتمل المشهد المأساوي الذي يرخي بظلاله على حياة اللبنانيين، كشفت معلومات، أن مصرف لبنان أبلغ الشركات المستوردة للمحروقات بأنه لن يستطيع الاستمرار بتأمين نسبة من دولارات المحروقات على سعر منصة صيرفة، إذ أنه سيتّجه نحو رفع الدعم الكامل تدريجيا ولكن بوتيرة سريعة جدًا وصولًا الى دولرة الأسعار بنسبة 100%، أي أن صفيحة البنزين قد تصل إلى حدود 700 ألف ليرة.
ولا يبدو حتى الساعة، أنّ شيئاً واضحاً بالنسبة لشحنات الفيول أويل العراقي، وما إذا كانت ستصل إلى لبنان أول شحنة منها قريباً، بعد تمديد الاتفاق مع الجانب العراقي لتزويد لبنان بالفيول لمصلحة مؤسسة "كهرباء لبنان". وفيما تؤكد مصادر في معمل الزهراني أنّ المعمل سيتوقّف عن العمل نحو 20 يوما في انتظار وصول الشحنة الأولى من الفيول العراقي الذي كان يؤمّن نحو 3 ساعات من التغذية غير المستقرة، تؤكد مصادر أخرى في مؤسسة الكهرباء أنّ لبنان لم يتبلّغ بعد موعد وصول أي شحنة فيول.
توازياً، ومع تعثر تشكيل الحكومة، وقبل أيام قليلة من بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كشف رئيس الجمهورية ميشال عون عن توجهاته للمرحلة المقبلة أمام زواره، أمس، مشيراً إلى أنَّ حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها الرئيس ميقاتي لا يمكنها أن تملأ الفراغ، مجددًا التزامه باحترام الدستور.
ونقل رئيس الرابطة المارونية خليل كرم عن الرئيس عون، "ضرورة تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن وعدم جواز الإستمرار في تعطيل هذا الإستحقاق خصوصًا أنَّ المصلحة الوطنية العليا تقتضي أن يكون الانتظام في المؤسسات الدستورية مؤمنًا والشراكة الوطنية مصونة".
وأوضح كرم، "أنَّ الرئيس عون وخلافًا لما يشاع يلتزم بنصوص الدستور، في ما خصّ موعد انتهاء ولايته ولكنه لا يرى طبيعيًا، أنَّ الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية غير المكتملة المواصفات وغير الحائزة على ثقة مجلس النواب يمكنه أن يملأ فراغًا على مستوى رئاسة الدولة".
وقد أبدت مصادر سياسية لـ"السياسة"، خشيتها من أن يكون كلام الرئيس عون، "مقدمة لإمكانية بقائه في قصر بعبدا، إذا لم تشكل حكومة جديدة، متسلحاً بفتاوى دستورية لمستشاريه".
وفي سياق غير بعيد، نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري ما ذكره موقع "أساس" نقلاً عن زواره. وكان الموقع نقل عن بري قوله،"أسوأ حكومة هي أفضل من بقاء عون في القصر الجمهوري. لذلك أنا أدفع باتجاه التشكيل وليس العكس لأنّ مع حسابات ميشال عون لا يمكن أن نضمن أيّ شيء بما في ذلك "احتلاله" مجدّداً لقصر بعبدا ووضع نفسه في موقع المغتصب للسلطة".
في حين رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اجتماعًا للجنة الوزارية المكلفة "متابعة إعادة النازحين السوريين الى بلدهم بأمان وكرامة"، في السراي الحكومي، بغياب الوزير المعني عصام شرف الدين، واصل الأخير هجومه على الرئيس ميقاتي، فقال، "ميقاتي ماشي بسياسة افقار البلد وهو مرتهن للخارج ولاسيما أن شركاته في الخارج".
والتقى نواب بيروت فؤاد المخزومي، عماد الحوت ونبيل بدر، استكمالًا لسلسلة اللقاءات الأسبوعية التي يعقدونها لمتابعة شؤون العاصمة بيروت وأبرز الملفات السياسية أهمها الاستحقاق الرئاسي المنتظر وضرورة انتخاب رئيس سيادي وإصلاحي وانقاذي يكون على مسافة واحدة من كافة الأطراف.
ومع استمرار إضراب القضاة، امل وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري، بعد إجتماعه مع أركان الجسم القضائي في الوزارة، بشأن اعتكاف القضاة ان تتحسن الامور وان يعود العمل القضائي الى طبيعته. وغرّد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل عبر "تويتر": انتبهوا يا قضاة التقصير، الحساب جايي. هالمرّة انتوا ما رح تحاسبوا، هالمرّة انتو رح تتحاسبوا".