بيروت ـ "السياسة":تبقى الهموم الحياتية والمعيشية في سلم أولويات اللبنانيين الذين يواجهون ظروفاً ضاغطة على مختلف الأصعدة، في حين استمرت المعاناة على الوتيرة نفسها، مع اضطراب السوق المالية بالنسبة لسعر صرف الدولار الأميركي. وقد انضم القطاع الاستشفائي إلى القطاعات المهددة بالإقفال، بعد إعلان نقابة المستشفيات عن عدم قدرتها على استقبال مرضى الضمان الاجتماعي، إذا لم تحصل على أتعابها المالية، مفسحة في المجال لأسبوع، وبناء على تمن من رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، أمام مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لاتخاذ قرارا بإعادة تسديد السلفات الشهرية للمستشفيات، توازياً مع الارتفاع غير المسبوق لأسعار المحروقات، وفي ظل مخاوف من انقطاع التيار الكهربائي عن جميع المناطق اللبنانية، بسبب تفاقم أزمة القطاع، وعدم قدرة المولدات الخاصة على العمل، جراء ارتفاع أسعار المازوت.وفيما بات مصير الانتخابات النيابية على المحك، نتيجة التجاذبات المتصلة بـ"الميغاسنتر"، تتجه الانظار الى ما تبقى من ايام تفصلنا عن إقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية في الخامس عشر من الحالي، وفي السياق يبدو ان صقور 14 آذار الذين ظهروا عام 2005 عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عائدون في استحقاق 2022، وبحسب ما يتردد، فإن النائب السابق احمد فتفت والنائب السابق فارس سعيد اضافة الى الرئيس فؤاد السنيورة، هم من بين هؤلاء المرشحين، في وقت تتحدث معلومات عن حركة يقودها السنيورة في أكثر من اتجاه لتوحيد الصفوف، حيث يتوقع أن يعلن موقفه من الاستحقاق النيابي في الساعات المقبلة، بعد عودته من العاصمة الفرنسية التي التقى خلالها مسؤولاً سعودياً، وكان بحث في الشأن الانتخابي.
وفي هذا السياق، شككت مصادر معارضة، بما قاله القيادي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، عن مشروع فريقه الانتخابي "الإنقاذي والذي يوقف الانهيار"، كون حكوماتهم هي من توالت على الحكم خلال فترة الانهيار، ولم تتمكن لا من ايقافه ولا حتى من إدارته أو تخفيف وطأته، بل فاقمته. هذا يعني أيضا ان الحزب كانت لديه فرصة، الا انه لم يغتنمها لتقديم نموذج ناجح عن الإنقاذ فيتشجع اللبنانيون للتصويت له من جديد.وفي سياق غير بعيد، التقى رئيس الجمهورية ميشال عون وزير العدل القاضي هنري خوري وعرض معه عمل الوزارة واللجان الوزارية سيما التي تدرس موضوع "الميغاسنتر".كما التقى الرئيس عون المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسيكا وبحث معها في الخطوط العريضة للاحاطة التي تنوي تقديمها الى مجلس الامن الدولي في 17 مارس الجاري حول الأوضاع في لبنان، وما يتعلق بتنفيذ القرار 1701. وجدد الرئيس اللبناني التأكيد على التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 ودعم عمل "اليونيفيل" بالتنسيق مع الجيش اللبناني، كما اكد التزامه العمل على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها في 15 مايو المقبل، ومتابعة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لاقرار خطة التعافي الاقتصادي والمالي. كما زارت السفيرة فرونتسيكا، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. وقالت بعد الزيارة، "عرضنا للجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن في 17 مارس الحالي بشأن تطبيق القرار 1701. وبحثت مع دولة الرئيس في الاقتراحات الممكنة لأضمنها إلى التقرير الذي سأرفعه إلى مجلس الأمن، بشأن سير تطبيق القرار وسبل دعم لبنان".ودعا الرئيس ميقاتي الأمم المتحدة الى تكثيف التحرك الدولي لمؤازرة لبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها، وان تتطرق الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن في السابع عشر من اذار الحالي الى هذا الوضع تحديدا. ومن دار الفتوى، قال وزير التربية والتعليم العالي، والإعلام بالوكالة عباس الحلبي، "الى الآن، لم نشعر بأن هناك تغييرا جذريا في العلاقات بين لبنان والدول العربية، ولكن لبنان يسعى بالتأكيد الى ان يعود إلى الحضن العربي لأنه لا يبغي إلا أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة".