طلال السعيددول الخليج كلها، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والكويت، تستحق ما فعله فيها جورج قرداحي، هذا الذي كان بالأمس القريب طفل محطات الخليج التلفزيونية المدلل، الذي كان مصنفا كنجم النجوم، وتصرف له عشرات الآلاف بين راتب ومكافأة، خلاف الإكراميات، والهدايا، والعطايا الثقيلة!نعم تستحق دولنا ما قاله عنها هذا القرداحي، الذي أصبح بين عشية وضحاها بوقا لـ "حزب الله" اللبناني يردد استفزازاته المستمرة لدول الخليج، ولا يخفي عداوته للسعودية ودول الخليج، وهذا جزاء من "يربي عيال الناس"، ويتعب ويصرف عليهم، ويعطيهم أكثر مما يستحقون!فقد كان هذا القرادحي المستفز حاليا بالامس القريب نكرة في كواليس محطة "الشرق الاوسط" السعودية، ثم مقدما لبرنامج مسابقات بدعم مطلق من مسؤولي المحطة السعودية، التي صنعت منه نجم النجوم، وراهنت عليه على حساب المبدعين من ابناء المملكة وابناء الخليج، الذين يتمنون العمل بتلك المحطة، أو يمنحون الفرصة نفسها التي منحت لهذا القرداحي على طبق من ذهب، ولم يكن وفيا لها. وبعد الشهرة التي قدمتها له المحطة السعودية على طبق من ذهب أصبح وزيرا في حكومة "حزب الله"، أو حكومة ميقاتي لا فرق، وها هو ينحاز للحوثيين، معتبرا أن الحرب في اليمن هي اعتداء على اليمن، متناسيا جرائم الحوثيين الذين فجروا الحرب منذ البداية، وهددوا حدود المملكة العربية السعودية بعد انقلابهم على الشرعية، فهل من المقبول، أو المعقول أن ينحاز وزير مسؤول في حكومة لبنان، التي تنتظر المساعدات الخليجية على أحر من الجمر لتقف على أرجلها، نقول: ينحاز وزير إعلامهم للحوثيين على حساب السعودية ودول الخليج، مما أساء إلى علاقات لبنان مع دول الخليج؟سوف يعتذرون، كما اعتذروا عن وزير خارجيتهم السابق على الإساءات السابقة التي وصفنا فيها بالتخلف، وأظهر ما كان يبطنه ساسة لبنان الذين يختلفون في ما بينهم في كل شيء إلا أنهم يتفقون كلهم ضدنا، ولا تختلف نظرة أحدهم لنا عن الآخر، هذه الحقيقة التي يحاول أن يخفيها البعض، إلا أنها تأبى إلا وأن تظهر مع أقرب زلة لسان، اعتذروا وقبلنا الاعتذار بعد أن أقيل وزير خارجيتهم!يقول رئيس حكومتهم ميقاتي إن كلام الوزير كان قبل تعيينه وزيرا في الحكومة، وهذا يثبت بما لا يقبل الشك أن هناك عداء خافيا في قلوب ساسة لبنان تجاه دول الخليج، فالقرداحي لم يعين وزيرا الا بعد معرفة توجهاته التي اتفقت مع هوى الحكومة اللبنانية الجديدة، فمهما نقدم لهم نبقى في نظرهم مجاميع من البدو المتخلفين المعتدين، وما يجمعنا بهم هي ماكينة السحب الآلي فقط!نعم نحن نستحق ذلك وأكثر، فنحن نعلمهم الرماية كل يوم، وحين يشتد عضد أحدهم يرمينا، فمتى نتعلم الدرس ونتوقف عن دعم عيال الناس، ونلتفت لعيالنا... زين؟
[email protected]