عيبً طمان النفس

طلال السعيد

الشاعر، الفارس، الامير عبيد العلي ابن رشيد احد فرسان قبيلة شمر، ومن اشهر امراء حائل في وقته يقول في بيت مشهور من ضمن قصيدة:
عيبً على اللي يتقي عقب ما بان
وعيبً طمان النفس عقب ارتفاعه.
والمعنى واضح فالذي يتبين للناس ويشتهر فمن العيب عليه ان يختفي ويرضى في هوان النفس.
هذا البيت المشهور استخدمه كثيرا اهل الحراك الشعبي وفرسان وابطال الربيع العربي المقبور، مبررين به اسباب خروجهم الى الشارع الذي قالوا عنه انه لا رجعة فيه حتى تتحقق مطالبهم، وهذا يطابق معنى بيت عبيد العلي، لكن النتيجة اختلفت بينهم وبين فارسنا، فهم رفعوا سقف المطالبات فوقعوا تحت طائلة القانون، ولم يحققوا شيئا من مطالباتهم، بل وصدرت ضدهم احكام غادروا البلاد ليلة صدورها خوفا من تنفيذها، وبعد ان عرفوا معنى الغربة والاغتراب عن الوطن، وبعد ان تخلى عنهم من دفعهم الى اشعال الحراك، سجدوا لله شكرا بعد ان قبلت الوساطة لاصدار العفو المشروط عنهم!
وشتان ما بين المستشهد وبين المستشهد به ففي معركة بقعا المشهورة يقول عبيد العلي:
اللي ذبحت بشذرة السيف تسعين
ايضا ولاني عن طردهم بسايل.
وهذا قول يطابق فعلا، فصاحب البيت المشهور واجه وقتل من الاعداء تسعين فارسا في معركة واحدة، أما اهل الحراك فقد دفعوا بالشباب المغرر بهم الى السجون وتركوهم يواجهون مصيرهم، بعد ان بلغ الشحن العاطفي اوجه دفعوا ببعضهم ليردد خطاب لن نسمح لك، وبلغ فيهم الغرور انهم قالوا بكل وقاحة انهم سوف يكسرون خشم العنيد ولايبالون!
وكل هذا لم يحصل، وانقلب السحر على الساحر، لأنهم باختصار شديد كانوا ادوات بيد غيرهم، فقد اخترقهم التنظيم الدولي لـالاخوان، واصبحوا تبعا له، بل اكثر من ذلك كانوا يوجهون من الخارج، وينفذون اجندة خارجية، سواء من يعلم منهم ومن لايعلم!
رحم الله البطل الفارس عبيد العلي ابن رشيد صاحب ذلك البيت الذي استشهدوا به، لكنهم لم يعملوا بمضمونه، فقد كان مناضلا حقيقيا يقود جيشه ويواجه ويضع روحه على راحته، الا انهم نسوا او تجاهلوا بيتا اخر من القصيدة نفسها يقول:
اضرب على الكايد الى صرت بلشان
عند الولي وصل الحبل وانقطاعه!
...زين.

[email protected]