طلال السعيدعيدكم مبارك، وكل عام وانتم بخير، ها هو قد رحل عنا شهر الخير والبركة، شهر الطاعة والغفران شهر رمضان، رحل عنا سريعا، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المقبولين ويغفر لنا ولكم في هذا الشهر الفضيل ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، ويجعله شاهدا لنا ولكم، ويعتق رقابنا جميعا من النار آمين.أكاد اجزم بأنه ليس هناك بيت واحد في دولة الكويت لا يوجد فيه شخص محسن إن لم يكن اكثر من شخص يبحثون عن الأجر والثواب ويعطون ويتصدقون فان لم يكن الاب كانت الام او كلاهما او احد الابناء او البنات أو كلهم، وهذا ما عرف عن اهل الكويت منذ الازل، فالكويت بلد الخير واهلها اهل خير منذ نشأ هذا البلد الطيب، وسوف تستمر كذلك بإذن الله الى ان يرث الله الارض ومن عليها.الجميع يتكلم عن الفساد وهذا اصبح شيئا طبيعيا في كل بلدان العالم، ولابد وان تمر بالبلدان فترة يكثر فيها الفساد، ويتكلم الناس عنه، فليس هناك بلد في العالم خال من الفساد، فلسنا بالتأكيد في عصر عمر بن الخطاب، ولكن طالما لم يسكت الناس عن الفساد فهذا دليل على ان الفساد في طريقه الى الاجتثاث، عاجلا او آجلا.الخطر يكمن في السكوت عنه اما اذا سلط عليه الضوء الكاشف فهذا دليل صحي ينبئ عن انتفاضة ضد الفساد والمفسدين، ولكن بشرط ان يقوم اهل البلد بانفسهم بتصحيح الاوضاع الخطأ من دون حاجة الى الاستعانة بدول اخرى كما هو متداول حاليا، حيث يقال ان اميركا دخلت على الخط، وكأن اميركا نفسها خالية من الفساد هي او غيرها من دول العالم، فكل دول العالم تقريبا تشتكي من الفساد والفاسدين. نحن، وبلا شك، نمتلك اجهزة رقابة معترف بها وديوان محاسبة وهيئة نزاهة وغيرها من الاجهزة الرقابية التي يجب ان تمارس صلاحياتها في محاربة الفساد، وفي النهاية هناك القضاء الكويتي المشهود له بالنزاهة والكفاءة وله في ذلك مواقف مشهودة ليس المجال لذكرها حاليا ولكن سوف يأتي عليها يوم ويعرفها الناس، كل هذه الأجهزة جديرة بالقضاء على الفساد لتعود جوهرة الخليج كما كانت.ليس هناك بالكويت زمن جميل، فكل أزمنة الكويت جميلة والخير في هذه الارض كثير جدا ولكن أصبحنا لا نرى الا نصف الكاس الخالي او بالمعنى الشعبي أصبحنا شاطرين "بالتحلطم" مع الاسف الشديد ونتسابق على نشر غسيلنا أمام الناس ونتجاوز ـ عامدين متعمدين ـ كل ما هو جميل فينا وفي بلدنا، وهذا الامر غير منطقي فقد أصبحنا نتصيد على بعضنا الاخطاء، ويا ليت كل منا ينشغل بنفسه ليصلح شأنها ويترك الخلق للخالق، والله المستعان... زين.
[email protected]