الأربعاء 25 سبتمبر 2024
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

عيوب البلدية

Time
الاثنين 21 أغسطس 2023
View
159
أحمد الدواس

مختصر مفيد

دخل حصني (ثعلب صغير) مقبرة الصليبيخات في سبتمبر 2013، ورصدته عدسة احد المواطنين، بل ودخل جحرا له في احد القبور.
هذا تقاعس من إدارة البلدية التي تشرف على المقابر، وهتك لحرمة القبور، فلماذا لم يلتفت الحارس، أو المكلف بها لما يجري داخلها؟
لقد تسلل هذا الحيوان من الصبية الى المقبرة، لأنها تشكل للحصني مأوى آمناً.
والفضيحة الأخرى أنه في فبراير 2022 كنت أتجول في ساحة الصفاة، ثم دخلت حديقة البلدية، وصعقت مما شاهدته، ما هذا؟
كان يوجد فيها حوض نافورة، والنافورة معطلة لا تعمل، لكن الحوض أصبح بركة ماء ملوثة تماما، وفوجئت بوجود حمام ميت يطفو على سطحها، وبالقرب من حوض النافورة محول كهربائي، بحجم الشخص العادي، وبابه مفتوح أمام الأمطار، والغبار، وحرارة الشمس الملتهبة، وشكل المحول محطم كمن سُرق منه بعض الأسلاك.
كتبت ما شاهدت، وكان محافظ العاصمة، حينذاك، هو الشيخ طلال الخالد، الذي هرع بنفسه مع فريق له ليطلع على حال الحديقة، وأمر، مشكورا، بإصلاحها على الفور، ثم برز كأفضل شخصية قيادية على مستوى الدولة، وتبوأ منصبا رفيعا هو النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، ومازال، فأبدع في عمله بشكل مخلص، أثار إعجاب الكويتيين، ومحبتهم له بشكل غير مسبوق.
هذا هو الرجل القيادي الفذ الذي تحتاجه البلاد، فمتى يأتي اليوم الذي نشهد فيه وجود رجال دولة، مثل الشيخ طلال الخالد، يديرون عملهم بكل كفاءة واقتدار، حتى ينسفون هذه السلبيات وينظفون البلد؟
من عيوب البلدية أن بعض أصحاب الشركات يتعرضون لابتزاز وترهيب من بعض الموظفين والمراقبين في البلدية، ممن يسعون الى الحصول على منافع شخصية، كالأموال والهدايا، مقابل عدم تحرير المخالفات لهذه الشركات، ولا بد من ان نذكر ان هناك موظفين ومراقبين شرفاء ولا شك.
أحد المراقبين ظل يلاحق أحد المحلات ويهدده "تعطيني أو أخالفك"، فلا بد من مسؤول يقطع رؤوس الفاسدين في مختلف قطاعات البلدية، بالضرب بيد من حديد.
ومن بين فساد البلدية ان أحد نواب رئيس المجلس البلدي، لغياب الرئيس فترة أطول من المسموح، راح يوقع "لا مانع" لأغلب المعاملات المخالفة، حتى يتمكن من النجاح بانتخابات مجلس الأمة، وفاز بالمركز الأول أمام منافسه الأكثر شعبية منه.
وكشف تقرير لديوان المحاسبة الخبايا عن أن مخالفات البلدية بالجملة، ولا توجد لديها جدية بالمحافظة على الصحة العامة للمواطنين، ولا تتخذ الإجراءات اللازمة لإزالة تعديات بعض الشركات على أملاك الدولة، وان هناك في جليب الشيوخ، مثلا، نحو ثلاثة آلاف محل يعمل بلا ترخيص، وتتفشى فيها المخالفات والتجاوزات.
فمعظم المنازل يوجد فيها أكثر من محل تجاري من دون رخص رسمية، وتجد فيها جميع الأنشطة من صناعي، وحرفي، وتجاري، وتخزين، ومنازل خاصة مزدحمة أقرب الى الفنادق منها للسكن الخاص، وكأنه لا توجد في الدولة حكومة قادرة على إيقاف الفوضى، والتجاوزات.
ومع كل هذه العيوب المشينة في البلدية، ارتكب قياديون وموظفون فيها تجاوزات خطيرة، ولم يحاسبوا، وبعضهم تمت ترقيته.
والأمس القريب منع وزير البلدية الشواء على الأرصفة، وفي الشوارع والطرق والساحات العامة، وسمح به على الشواطئ العامة بضوابط، وأرادت ان تثبت أنها قوية فأصدرت قرارا يغرم من يعبث بصناديق النفاية، أو يفرزها للاستفادة منها، أو يحرقها، عجبا! هذا الذي قدرت عليه؟
الأمر الوحيد الذي يحسب للبلدية أنها منعت نشر الملابس على الشرفات بشكل يشوه المنظر العام، فمتى يتولى زمام البلدية رجل فذ مخلص يقضي على عيوبها؟

سفير كويتي سابق

أحمد الدواس

[email protected]

آخر الأخبار