الأربعاء 25 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

عيوب الجمعية التعاونية وغلطة عمرها 60 عاماً

Time
الأحد 21 مايو 2023
View
10
السياسة
أحمد الدواس

ما هذا الذي يحدث في الجمعيات التعاونية؟
لا ذوق ولا إحساس، فقد دخلت احدى الجمعيات، مثلا، وشعرت ببعض التعب، ولم أجد كرسيا أجلس عليه، فتوجهت الى مكتب المدير، وهو غير كويتي، من الجالية ما غيرها، وقلت له: كنتم تضعون كنبة مريحة ومقعدين معدنيين الى جانب المصعد، فلماذا أزلتموهم ووضعتم كراتين "كلينيكس"؟ ألم تفكروا بسيدة متعبة أو رجل كبير السن يريد ان يجلس قليلا من التعب؟
لم ينصع هذا المدير، فدخلت في يوم آخر، ورفعت صوتي عليه عاليا أمام الناس، صوت سمعه حتى المراجعون في المستوصف المجاور، قلت له مذكرا: ضعوا كرسيا نجلس عليه، لماذا نزعتم الكنبة ووضعتم كراتين "كلينيكس"؟
ولم يلق المدير لنا بالا، قمة التخلف، فيا وزارة "الشؤون" أقيلوا هذا الشخص وأمثاله، وليتولى منصب المدير كويتيا يحب بلده، فلو كان الكويتي في بلد عربي لطردوه من المحل، ولن يتخيل أن يحصل على عمل في البلد العربي أبداً، بل سيتعرض للإهانة والإساءة، بينما العربي هنا في الكويت مُكرم مُعزز، يسهل عليه الحصول على عمل، ولا يدفع ضرائب.
من عيوب هذه الجمعية التعاونية، كذلك ان زجاجات الماء نقلت الى داخل الجمعية لمسافة تشعرك بأنها نصف كيلومتر، فانزعجت للغاية، ودخلت على المدير، وقلت له: ضعوا زجاجات الماء قرب الـ"كاشير" عند مدخل الجمعية، ففي الصيف الحار الناس عطشى تريد شرب الماء، لا أن تذهب نصف كيلومتر داخل الجمعية؟
وكررت عليه القول مرتين، فأحضروا الماء فقط، لكنهم لم يضعوا أي كرسي داخل الجمعية لكبار السن.
يُفترض ان يكون ترتيب السلع والمواد داخل الجمعية بطريقة منظمة، كما تفيد الدراسات، فيوضع الخبز، مثلا، الى يمين المستهلك، وهو يدخل الجمعية لحاجة الناس اليومية للخبز، وكذلك الصحف.
وقبل أيام دخلت هذه الجمعية، فشعرت بتعب، فأين أجلس؟
ولما تسوقت فيها حاولت ان أرتاح فأين أذهب، هل للبنك المجاور وأجلس هناك، أم لمستوصف الجمعية لأن فيها كراسي؟
لا إحساس ولا مسؤولية ولا ذوق، ان كان مدير الجمعية غير كويتي، فمعنى هذا ان 60 عاما مضت ومديري معظم الجمعيات غير كويتيين، لا يهمهم ترتيب الجمعية من الداخل، بل قبض المعاش الذي لا يحلم به حتى في بلده، مع ذوق سقيم، ولا احساس بمشاعر الناس.
بالأمس فقط فكرت وزارة "الشؤون" باتخاذ خطوات لتوظيف الكويتيين في الجمعيات، فأين وزيرة "الشؤون" مي البغلي عن الأمور التي ذكرناها؟
ما ذكرناه جانب فقط من عيوب الحكومة، أردنا تسليط الضوء عليه، فأصل الحديث أننا لا نفكر بعمق لإصلاح أوضاع بلدنا من الداخل، بينما لو كان الأمر مساعدة دول عربية وقفت ضد تحرير الكويت وأيدت الاحتلال العراقي لبلدنا، أو مساعدة بلد آسيوي، أو حتى هندوراس في أميركا الوسطى لوجدنا حكومتنا تهرع لمساعدتهم فورا.
أما الوضع الداخلي فلا يستحق الاهتمام أبدا، ما يضيف عيوبا أخرى لحكومة جعلت البلد في مصاف الدول المتخلفة.

سفير كويتي سابق

[email protected]
آخر الأخبار