الجمعة 04 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

عَدوُّكَ الْخَفِيُّ ماثِلٌ أَمَامَ عَيْنَيْكَ

Time
الأحد 28 أغسطس 2022
View
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يجدر بالعاقل في عالم اليوم المضطرب، والمُمَوَّه بكل أنواع الزيف والغش والخداع، وبنوايا الغدر الخفية، الحذر الشديد من أعداء الخفاء، لا سيما بعض المتوارين المُضْمِرين الشر له، وبخاصة بعض من يتخفون خلف أقنعة الصداقة المزيفة من أنصاف الأصدقاء، وبعض المتسترين خلف أقنعة الأخوة الكاذبة.
ومن بعض علامات ومؤشرات الإنذار المبكر التي من المفترض أن تكشف مبكرًا العَدوُّ الخَفِيّ، وكيفية حماية الانسان نفسه، ومن يهمه أمرهم ممن هو متخفّ ومضمر للشر ما يلي:
مؤشر الإنذار المبكر لعَدوُّكَ الْخَفِيّ: هو الأقل اشتباهًا بنواياه السيئة، ومن يبدو مثاليًا جدًا في علاقته معنا، لكن تخرج منه لا إراديًّا بين الحين والآخر زلاّت متكررة تكشف عكس ما يُظهره لنا، لا سيما عندما يكون تحت ضغط نفسي شديد، أو في مواقف وظروف مصيرية، ومن يخبرك عقلك الباطن، النقي والمتطوّر، أنه يضمر لك كل الشر، لكنك لا تعرف كيف، ولماذا بالضبط؟
ومن تظهر لديه تشنجّات لا إرادية تكاد لا تلاحظ عند رؤيته لك، أو عند سماعه بحصولك على شيء ثمين، أو نجاحك في تحقيق هدف ما، ومن يدّعي صداقتك، لكنه يُبقي على صداقته مع عدوك اللدود.
مكافحة العَدوُّ الخَفِيّ: حري بالأريب أن يكون أكثر دهاءً من عدوه الخفي، عن طريق كونه كتومًا جدًا حول شؤونه، العائلية والشخصية، وبخاصة عندما يكون في الحياة العامة، وألاّ يكون مندفعًا في تكوين علاقات صداقة مع كل من سيبتسم في وجهه، أو من يظن، لأسباب غير واضحة له بعد، أنه سيكون صديقه الصدوق.
وجدير باللَّبِيب تصديق القول المأثور"إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله"، وأن يعمل قدر ما يستطيع أن يكون تقيًّا يخاف الله عز وجل، ويمتثل لكل أوامره، ويبتعد عن نواهيه، في السر قبل العلن، وأن يفهم الانسان قبل فوات الأوان أن عفويته المفرطة، وطيبة قلبه الزائدة عن الحد في بيئات الاستغلال هي صفات ضعف في شخصيته، وليست سمات يسعى لاكتسابها العقلاء والباحثون عن الحكمة، وأن يعرف أنّ الاحْتِرَاز، وليس بالضرورة الخير فقط، يغلب الشر.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi
آخر الأخبار