الجمعة 20 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

عَلَى القَرِيبِ الظَّالِمِ تدور الدوائر

Time
الثلاثاء 18 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

تدور الدوائر على الانسان الظالم والجائر، وبخاصة من جار وظلم من لم يتوقعوا منه الظلم والجور تجاههم، فالأكثر قسوة في سياق الظلم والجور، والعمل على تدمير سمعة وحياة الآخرين المقربين يتمثل في أنهم يشابهون في تجاربهم القاسية ذلك الانسان الحذر الذي يؤتى من مأمنه، فبالاضافة إلى غدره وخيانته للعهود الاخلاقية مع من هم مفترض عليه حفظ عهودهم واماناتهم وأسرارهم، فالقريب الظالم الجائر شرّه أكثر تدميراً من ظلم الانسان الغريب أو جور العدو التاريخي و حتى طغيان المجرم. فلا يمكن في اي حال من الاحوال أن يحتمل المرء العاقل ظلم وجور قريبه،وبالذات إذا كان يتعامل معه بشكل نبيل وأخلاقي ويحافظ على عهوده ومواثيقه الاخلاقية معه،كونه أحد أقربائه في الدم أو في النسب. ولن يحيق المكر السيئ وبخاصة بين الاقرباء سوى بأهله، ومن المفترض وفقاً لهذا المنطق ألاّ ينخدع بعض أهل البغي من تجاوزوا الحدود الاخلاقية الاعتيادية مع أقربائهم، ويظنون أنهم سيفلتون من العقاب الدنيوي، فالايام تدور وتنكشف الامور التي كانت خافية وربما يُصبح الجلاد المتعجرف ضحية لمن أهانهم وازدراهم ونكث عهوده معهم ومن ظلمهم وجار عليهم. ووفقاً لوجهة نظري الشخصية، حري بالانسان العاقل والحكيم أن يحافظ على علاقات المحبة والاحترام مع أقربائه، ولكن يجدر به الاّ ينسى إطلاقاً أن ما يزيد عن حده ينقلب أحياناً إلى ضده، فثمة مبادئ وقيم ومعايير أخلاقية واضحة من المفترض أن تحكم العلاقات بين أقرباء الدم والنسب والاهل، فمن يتجاوز حدود حريات وخصوصيات أقربائه زعماً منه أنه منهم وأنهم من جلدته وأنه ليس مفروضاً عليه أن يتحرج كثيراً في الدخول،وربما الامر والنهي في حياتهم الخاصة من دون إذنهم، لابد له أن يأتيه يوم يخرج فيه عن أطوار الادب والاحترام والتقدير المتبادل والتي من المفترض أن تحكم علاقة المرء البالغ والعاقل بأقربائه، وبالطبع، لن ينفع النهر والزجر والتأنيب الشديد في ردع بعض الاقرباء الحشريين، فيوجد نوع من الآفات البشرية التي لن ينفع معها سوى التَّخْوِيفُ المُفْزِع، واللبيب بالاشارة يفهم.

كاتب كويتي
آخر الأخبار