الأخيرة
غاب الوطن!
الأحد 31 مايو 2020
5
السياسة
طلال السعيدحضروا كلهم في مؤتمر الحكومة الاخير، وغاب الوطن، تكلموا في كل شيء، واغفلوا ما يريد المواطن البسيط أن يسمعه، واكتفوا بمدح بعضهم بعضا، ولم يرصدوا ردة فعل المواطن البسيط، وتصوروا انهم برفعهم الحظر الكلي كفّوا ووفّوا، بمجرد أن تحولوا الى الحظر الجزئي!سمو رئيس مجلس الوزراء طمأننا إلى أن وباء "كورونا" ليس له دواء ولقاح، والعالم كله يعاني، ووزير الصحة أطال واسهب، وشرّق وغرّب، الا انه لم يجب عن سؤال واحد من الاسئلة التي تدور في خلد المواطنين، ولعل اهمها: لماذا ارتفعت اعداد الاصابات اثناء الحظر الكلي ولم تنخفض، رغم طول الفترة، واذا كان ليس للوباء علاج فما الذي تقدمونه للمصابين، ولماذا تحتجزونهم عندكم؟ والسؤال الاكثر الحاحا ما الذي يلزم الدولة صرف ملايينها على "عيال الناس" بينما هي بأمس الحاجة للسيولة، لدرجة جعلتها شبه عاجزة عن دفع الرواتب وفق تصريحات الحكومة نفسها المنشورة؟حين نقول غاب الوطن، نتحدث عن غياب ما يهم المواطن البسيط الذي يشكل السواد الاعظم، ومادة الدولة الذي تعود أن يسمع من الحكومة نفسها، وليس لديه استعداد لتصديق غيرها، واذا بمؤتمر الحكومة مخيب للآمال، فكل متحدث فيه يدافع عن نفسه، ويتشبث بكرسيه، ويحمل المسؤولية على غيره، فهو "الزين" فقط، الذي اصدر امر حبس المواطن، ما لم يتلثم بالكمامة، ولم يجعل الكمامة بمتناول يد المواطن، بينما ترسل الكمامات بالكراتين لاصحاب الحظوة!هناك مقولة صدقوها من دون فهم تقول: نحن على حق طالما نحن نسير في الطريق الصحيح، ولم يسأل احدهم نفسه: ماذا يريد المواطن الذي لا يعرف ما هي اعراض الإصابة، وكم مدتها، ولماذا الزحام على الجمعية والمخبز، ولماذا الحجز الكلي، اذا كانت الاصابات اصبحت بالألف، وما هي قصة ماليزيا، ومتى يغادر غير المرغوب بوجودهم، ومتى يبدأ التكويت، وما الفائدة التي تعود للدولة من الصرف على عيال الناس بين ايواء واعاشة وعلاج...زين؟