غباء المسؤول وسوء عمله

مختصر مفيد

في قرية صغيرة كانت فيها بقرة يعيش سكانها من حليبها الوفير، وفي يوم من الأيام كانت البقرة تشرب ماء من وعاء فخّار، ولم تستطع إخراج رأسها منه، فأتى أهل القرية، وحاولوا أن اخراج رأس البقرة برويّة، للحفاظ على حياتها، وعلى الوعاء كي لا ينكسر، لكن دون جدوى، فلجأوا الى المختار ليحل المشكلة، لأنهم افترضوا فيه الحكمة.
جاء المختار ونظر إلى البقرة والوعاء، وبعد تفكير عميق قال لهم: اقطعوا رأس البقرة. فقطعوه…ثم قالوا: "يا مختار ما زال رأس البقرة في الوعاء، ماذا نفعل"؟
قال: إكسروا الوعاء! فكسروه.
بعدها ذهب المختار بعيداً، وجلس حزيناً، فجاءه أهل القرية يواسونه وقالوا له: "يا مختار لا تحزن، فداك البقرة، وفداك وعاء الماء".
فنظر إليهم، وقال: "لست حزيناً لا على البقرة، ولا على الوعاء، لكنني حزين عليكم، فماذا ستفعلون لو لم أكن معكم"؟
كم مسؤولا لدينا يشبه هذا المختار العبقري؟
رئيس مجلس الوزراء السابق صرح في عام 2013 أن "معظم القياديين جاؤوا بالواسطة، وليس بالكفاءة "، فلاغرو إذن ان تتدنى حال البلد، ومن المؤسف أن حكومتنا تقدم المساعدة والعون المالي لدول العالم، وتهمل الوضع الداخلي، وهذه سياسة غير حصيفة، فنحن غير معنيين بحل مشكلات العالم على حسابنا.
ألا يوجد من يعترض عليها، لتكف عن تبديد أموال البلد، وتهتم بشؤونه المحلية، أين أصحاب الشهادات الجامعية ممن يتباهون بها، ألا يقترحون حلولا لمشكلات البلد، ان دول الخليج جميعها تتطور ماعدا الكويت؟
إن دولا فقيرة استطاعت أن تحقق انجازات اقتصادية أفضل من الكويت، مثل فيتنام، ورواندا، وغانا، وأثيوبيا، وحتى بنغلاديش.
حقيقة لا أدري متى يتطور بلدنا، ونحن نمتلك مقومات الدولة المتقدمة؟

أحمد الدواس

[email protected]