قدم طلبة المعهد العالي للمعهد العالي للفنون المسرحية عرض "غزالة" ضمن فعاليات النسخة التاسعة لمهرجان الكويت للمسرح الأكاديمي، من إخراج الطالب في الفرقة الرابعة، عمير أنور، تأليف الكاتب العماني محمد خلفان، وسط حضور ضيوف المهرجان وأساتذة وطلبة المعهد تقدمهم العميد د.علي العنزي.تتناول فكرة العرض بلدا يسوده الفساد والدمار والحروب ويوجد به تنظيم إرهابي يقوده زعيم يسمى "السبع"، في ظل هذه الأجواء الملتهبة كان هناك عاشقين يناقضان ذلك الجو بحبهما الطاهر، وفي ليلة زواجهما قتل "السبع" الزوج طامحاً بالحصول على الزوجة "غزالة"، حيث لعب على وتر السيطرة على شقيقها "غزيل" المطيع والتابع له، وقد اعتدى "السبع" على "غزالة" التي ماتت مقهورة، ما جعل شقيقها "غزيل" يفجر نفسه ومن معه بعد رؤيته جثة شقيقته وما ألم بها. القصة هي غزالة، غزيل، السبع، أفعال ومسميات توحي وكأن المكان هو غابة قانونها البقاء للأقوى، فإما أن تكون مع التنظيم أو لا تكون. تجسدت "غزالة" من خلال مشاعر مختلطة بين الحزن والغضب على مصاب زوجها وكرهها "السبع" ومشاعر الحب عندما تتخيل شبح زوجها الذي أحبته، وبينت أنها شخصية قوية صامدة أمام محاولات الجميع لاقناعها بالزواج من "السبع"، وجسدت هذه الشخصية الطالبة هيا السعيد. أما "السبع" فكان يتسم بالجشع والطمع والخوف والانتهازية وجسد الشخصية الطالب في الفرقة الثانية شهاب المشايخي، فيما دور "غزيل" الذي كان ضعيف الشخصية تابعاً إلى "السبع" ومطيعاً له حتى في فكرة رغبته في الحصول على شقيقته، لكن التطور الدرامي في الشخصية جاء بعد اغتصاب شقيقته ومقتلها، ممتزجاً شعوره بين الندم والرغبة في الانتقام، مفجراً نفسه وهو محاطا بـ "السبع" وأتباعه، كما أضافت شخصية "غزيل" الحس الكوميدي في المسرحية وسلطت فيها الأضواء بحضورها الكوميدي على نفسها، وهو دور قدمه الطالب بالفرقة الرابعة فيصل الصفار.
شخصية "جفاف المواقد" حرة طليقة ترسم داخلها ملامح الجمال والطهارة بعيداً عن الفساد المحيط بها، وهذا ما جعل "غزالة" تميزه عن غيره، وجسد هذه الشخصية الطالب في الفرقة الثانية عبدالله البلوشي، كما لا ننسى الفتاتين اللتين جسدا الجهاد في مفهوم "السبع" والتنظيم فيما فيه من رقص وسكر وعربدة ونساء، فكانتا ضحية هذا الجهاد، وهما الطالبتان غدير حسن وشهد ياسين.يبقى أن جماليات العرض جاءت في بساطته بالفكرة رغم عمقها، فلا تجهد المتلقي في فهم ما يجري من أمور على خشبة المسرح، وأضاف الحس الكوميدي روحاً جميلة إلى العرض، فكان هناك تناغم وتناسق بين المشاهد التراجيدية والكوميدية.كما أن اعتماد المخرج على مؤثرات صوتية طبيعية جعل هناك حيوية في العرض، حيث إن صوت المطر كان من تصفيق المجاميع، والموسيقى كانت عزفاً على العود.

المشاركون في الندوة