غزة: مئات القتلى في مجزرة "النابلسي" و6 أطفال ماتوا "جوعاً"

"حماس" تلوِّح بوقف التفاوض وإسرائيل تتنصل من قصف منتظري المساعدات.. والإمارات ومصر تطلقان "طيور الخير"

غزة، عواصم - وكالات: فيما سقط نحو 104 شهداء وأصيب العشرات في مجزرة بشعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي أمس، باستهدافه آلاف المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية فجر أمس، بينما مات ستة أطفال جوعاً جريمة إسرائيلية أخرى بشعة في أحد مستشفيات غزة، لوّحت حركة "حماس" بوقف مفاوضات الهدنة لوقف حرب غزة، مؤكدة في بيان أن المحادثات التي تجريها قيادة الحركة ليست عملية مفتوحة على حساب دماء الشعب، محملة الاحتلال تبعات أي فشل يلحق بالمفاوضات الجارية منذ أيام عبر الوسطاء القطريين والمصريين.
وفيما وصفت "حماس" ماجرى في دوار النابلسي بأنه "مجزرة مروعة"، قائلة إن الغزيين ذهبوا للحصول على الغذاء بعد تجويعهم وتجويع نحو 700 ألف إنسان منذ 146 يوما، دانت الخارجية الفلسطينية "المجزرة البشعة"، معتبرة أنها جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب.
في المقابل، وبينما أكد مصدر إسرائيلي أن الجيش أطلق النار على الحشود التي تقاطرت للحصول على المساعدات، تنصلت دولة الاحتلال ونفت علمها بحصول أي قصف في المنطقة، وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن الجيش ليس على علم بقصف منطقة دوار النابلسي غرب مدينة غزة، علماً أن مسعفين فلسطينيين أكدوا أن العشرات قتلوا في هجوم إسرائيلي بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات، زاعما أنه لا توجد معلومات عن قصف إسرائيلي في المنطقة، ثم زعم الجيش بوقت لاحق أن الإصابات في دوار النابلسي أتت جراء تزاحم وتدافع الناس لدى وصول شاحنات الإغاثة.
أتى ذلك، بعدما أعلنت وزارة الصحة في غزة وقوع نحو 104 قتلى وعشرات الجرحى في المجزرة، أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات الشحيحة التي تصل إلى منطقتهم منذ بدء الحرب، وأفاد مدير الطوارئ في مستشفى الشفاء أمجد عليوة بوصول نحو 50 قتيلا ونحو 120 مصابا بينهم نساء وأطفال للمستشفى، وقال شهود إن شاحنات المساعدات اقتربت من بعض دبابات جيش الاحتلال في المنطقة فاندفعت الحشود نحوها، فأطلق الجنود النار على الناس.
وفيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 30 ألفا و35 قتيلا و70 ألفا و457 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي، أعلنت السلطات الصحية في غزة عن استشهاد ستة أطفال بشمال القطاع بسبب الجوع والجفاف وسوء التغذية، وطالب المتحدث أشرف القدرة المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لمنع الكارثة الانسانية شمال قطاع غزة، قائلا إن المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وإنساني لوقف الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي.
إلى ذلك، وفيما نفذ الأردن ومصر والإمارات وقطر وفرنسا عمليات إنزال جوي لمساعدات في سواحل جنوب ووسط قطاع غزة، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وكندا وكذلك الأمم المتحدة لتوسيع عمليات الإنزال، أطلقت الإمارات ومصر عملية لإنزال مساعدات شمال غزة أمس، في عملية أسماها البلدان "طيور الخير" وتأتي في إطار عملية "الفارس الشهم 3" الإماراتية، وتمت بطائرات تابعة للقوات الجوية الإماراتية والمصرية، وتستمر أسابيع.
وقالت وزارة الدفاع الإماراتية في بيان إن "طيور الخير" التي انطلقت بتوجيه من رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، تجسد المستوى العالي من التنسيق الإماراتي المصري المشترك، كما تأتي في إطار التضامن العربي والإنساني لمساعدة الشعب الفلسطيني، مضيفة أن طواقم مشتركة من الإمارات ومصر بدأت العملية ليل أول من أمس، بثلاث طائرات على متنها 36 طناً من المساعدات الغذائية والطبية، تم إنزالها على مناطق جباليا وبيت لاهيا، بواسطة صناديق مخصصة مزودة بعبوات موجهة بنظام "جي بي إس"، بهدف إيصالها إلى المواقع المحددة وضمن التوقيتات اللازمة.