غزة…"يا وحدنا"
إسرائيل تُشكِّل "حكومة حرب"
غزةـ عواصم- وكالات: وحدهم… وقف فلسطينيو غزة، أمس، في رابع أيام "طوفان الأقصى" يتلقون القذائف والصواريخ التي طالت الحجر والبشر، فيما بلغ الصمت والتوطؤ الدولي حد حرمان القطاع من الخدمات الطبية والاسعاف.
وفي حين كثفت إسرائيل غاراتها على القطاع ووسعت رقعة الاستهدافات لتشمل جنوب لبنان وقرب الحدود المصرية، بدأت تداعيات العملية العسكرية النوعية تلقي بظلالها على الداخل الاسرائيلي، حيث أقر تشكيل حكومة حرب بينما أعلن البيت الأبيض أنه لانية لإرسال قوات برية لنجدة الاحتلال.
ودعت "حماس" جماهير الشعب الفلسطيني وجماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى النفير العام في "جمعة طوفان الأقصى"، قائلة: إن "فلسطين وشعبها الصابر المرابط، تناديكم من قلب معركة طوفان الأقصى، فلبّوا النداء واحشدوا كل الطاقات، وانفروا خفافاً وثقالاً لنصرة القدس والأقصى وغزة المجاهدة"، مؤكدة أن المقاومة الفلسطينية، وفي مقدّمتها كتائب عزّ الدين القسّام، تسطّر أروع صور ملاحم البطولة والفداء ضد الاحتلال الصهيوني، نيابة عن الأمَّة قاطبة".
من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أن معركة "طوفان الأقصى فلسطينية القرار والتنفيذ"، معتبرا عملية الدمار والوحشية التي تمارسها إسرائيل ضد غزة، تعكس النتائج المدوية التي أحدثتها ضربات القسام وفصائل المقاومة، مؤكدا أنه تم إبلاغ كل الجهات أن ملف الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" لن يُفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة".
بدورها، أعلنت كتائب القسام قصف تل أبيب ومطار بن غوريون الإسرائيلي بالصواريخ، وأمهل المتحدث باسم الكتائب أبوعبيدة سكان عسقلان حتى الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي لإخلاء المدينة التي تم إخلاؤها بالفعل قبل دكها بالصواريخ مع انتهاء المهلة، وقال ابوعبيدة: إن ذلك يأتي "رداً على جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في مناطق عدة من قطاع غزة"، معلناً تدشين سياسة التهجير مقابل التهجير.
في غضون ذلك، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن أعضاء الائتلاف الحكومي المشاركين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وافقوا على تشكيل "حكومة حرب"، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وكانت المعارضة الإسرائيلية أبدت استعدادها للدخول في مثل هذه الحكومة، وعقد نتانياهو اجتماعات مع زعيم المعارضة يائير لابيد، ووافق وزير الدفاع السابق زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس على الدخول في "حكومة حرب"، لكنه اشترط ألا يقر الكنيست خلال فترة ولاية الحكومة أي قانون خارج موضوع الحرب.
من جانبه، أكد البيت الأبيض أنه لا نية لإرسال قوات برية أميركية، قائلا: إن الدفعة الأولى من المساعدات الأمنية في طريقها لإسرائيل، ومن المنتظر إرسال المزيد من المساعدات الأمنية الأميركية. وقال المتحدث جون كيربي: إن الولايات المتحدة تتوقع طلبات أمنية إضافية من إسرائيل، وستحاول تلبية كل ما تحتاجه في أسرع وقت ممكن.
إلى ذلك، وفيما أعلنت "حماس" اغتيال عضوي المكتب السياسي للحركة زكريا معمر وجواد أبو شمالة في غارة إسرائيلية على حي الرمال وسط غزة فجراً، ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء هجمات إسرائيل على القطاع إلى 765 ونحو أربعة آلاف جريح، بينما نزح نحو 140 ألف فلسطيني من منازلهم إلى نحو 70 مركز إيواء غالبيتها تابعة للأمم المتحدة.