الأربعاء 25 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

غزوات الرسول

Time
الثلاثاء 05 مايو 2020
View
5
السياسة
إعداد – إيمان مهران:


بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة واستحالة الحياة بمكة المكرمة بسبب إيذاء قريش المستمر للمسلمين ، وبعد الاستقرار النفسي الذي حققه المسلمون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة التعرف على المدن والقبائل المجاورة وكذلك الطرق التي تؤدي إلى قريش وغيرها من المدن المحيطة ، من أجل إرساء مفهوم الدين الإسلامي ونشرة لدى تلك القبائل المجاورة ، فكانت هذه هي الرسالة والعقيدة التي أمر الله بها رسوله الكريم.



أراد الكفار الانتقام لكرامتهم فأهانهم الله

غزوة بني سُليم... أعقبت "بدر" بسبعة أيام



لم يكن أمام كفار قريش سوى الثأر لكرامتهم وكبريائهم بعد هزائمهم المتلاحقة وتحقيق انتصارات المسلمين عليهم، فقرروا مهاجمة المسلمين في عقر دارهم بالمدينة المنورة؛ إلا أن الرياح تأتي أحيانًا بما لا تشتهيه السفن، أرادوا مهاجمة المسلمين أثناء السير إليهم؛ إلا أن أعداء الله دخل في قلوبهم الرعب والرهبة من مواجهة هذا الموقف، ففروا هاربين تاركين وراءهم الخيبة .
وقعت غزوة بني سُليم في العام الثاني من الهجرة النبوية من شهر شوال، أي بعد غزوة بدر الأولى بـ7 أيام فقط، وكان المسلمون قد حققوا انتصارات متلاحقة خاصة بعد غزوة بدر ولقنوا قريشًا درسًا شديدًا، وأظهر المسلمون قوتهم وبداية نفوذ دين الإسلام على أرض الله، فهاب الكفار من هذا النفوذ، فدبروا لهم المكائد لرد بعض من كرامتهم وكبريائهم الذي قضى عليه المسلمون من خلال معاركهم وانتصاراتهم عليهم، فتحالفت قريش مع قبائل بني سُليم لمهاجمة المسلمين في عقر دارهم بالمدينة والقضاء عليهم ونهب أموالهم وديارهم.
إلا أن أنباء وصلت إلى رسول الله (ص) بهذا الهجوم الذي يدبره أعداء الله، فأمر برد هذا الهجوم قبل وصولهم إلى المدينة حتى يتمكنوا من قتالهم. في ذلك الوقت، كانت هناك قبائل عديدة متحالفة مع قريش لمصالحهم وتنوي الأخذ بالثأر، واشتد غضب الأعداء.
استخلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سباع بن عرفطة (رضي الله عنه) لأمور القضاء في البلاد والحكم بين الناس، ومعه الضرير ابن أم مكتوم (رضي الله عنه) للصلاة بصفوف المسلمين أثناء غياب رسول الله (ص). بينما قاد هو جيش المسلمين وكان عددهم 200 مقاتل من الصحابة، وحمل اللواء علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
كانت قوات جيوش قريش وحلفاؤهم بالطريق في مكان يسمى "قرقرة كدر" وهو بئر ماء لبني سُليم في بلاد بني عامر بن صعصعة في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة المنورة. و"القرقرة " هي الأرض الملساء، أما "الكدر" فهو لون الكدرة في طيور تلك المنطقة.لكن هناك أخبارًا وصلت لتلك الجيوش بقدوم المسلمين إليهم ومهاجمتهم، ودخل الخوف والهلع إلى قلوبهم، فقرر الحلفاء ومعهم كفار قريش الفرار من نزال المعركة ومواجهة المسلمين، وعندما وصل جيش المسلمين إلى المكان لم يجدوا جيوش الكفار التي كانت في طريقهم إليهم، وقد تركوا 500 بعير ورحلوا بعيدًا خوفًا من الهجوم.
أقام المسلمون بمنطقة الكدر ثلاثة أيام حتى لا يعود الكفار مرة أخرى، ولم يحدث قتال في غزوة سُليم. وبالرغم من عدم وقوع المعركة وعدم القتال فيها بين المسلمين وكفار قريش؛ إلا أنها سميت ب"غزوة سُليم " لأن كل خروج من المدينة لرسول الله (ص) وأصحابه وجيشه لتأديب أعداء الله وأعداء الإسلام الماكرين يسمى بالغزو.
كان العام الثاني حافلاً بالغزوات التي حقق فيها المسلمون انتصارات متتالية، ونصرة لدين الحق الإسلام، وأيضًا في هذا العام تزوج علي بن أبي طالب بفاطمة الزهراء (رضي الله عنهما)، وفيها توفي الصحابي الجليل عثمان بن مظعون (رضي الله عنه)، الذي كان من سادة المهاجرين ومن أشد الناس اجتهادًا في العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية، وأول من دفن في البقيع وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
آخر الأخبار