منوعات
غزوات الرسول
الأربعاء 06 مايو 2020
5
السياسة
إعداد – إيمان مهران:بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة واستحالة الحياة بمكة المكرمة بسبب إيذاء قريش المستمر للمسلمين ، وبعد الاستقرار النفسي الذي حققه المسلمون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة التعرف على المدن والقبائل المجاورة وكذلك الطرق التي تؤدي إلى قريش وغيرها من المدن المحيطة ، من أجل إرساء مفهوم الدين الإسلامي ونشرة لدى تلك القبائل المجاورة ، فكانت هذه هي الرسالة والعقيدة التي أمر الله بها رسوله الكريم. كشف الله فيها مؤامرة لقتل النبيغزوة بني النضير... أخرجت اليهود من المدينة كانت قبيلة بني النضير وهي قبيلة يهودية تعيش داخل المدينة المنورة بين المسلمين يمارسون تجارتهم ولديهم القوة والعدة والذخيرة التي تجعلهم أسيادًا، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحاول نشر الدين الجديد داخل وخارج المدينة، فلم يلق منهم إلا الصد والرد لدعواه، فعلم أنه لا جدوى من دعوتهم إلى دين الله تعالى لأنهم يتكبرون في الأرض ويفعلون كل ما هو منكر، وكانوا لا يكفون عن أذى الرسول (ص) وأصحابه ويكيدون المكائد لهم، حتى عزم رسول الله (ص) على عقد معاهدة سلام بينه وبينهم حتى يصد أذاهم عن أصحابه، فوافقوا على تلك المعاهدة ظاهريًا لكن في باطنها كانت تلك الأفعال التي تسيء إلى رسول الله (ص) وأصحابه ودينه الحنيف، حتى ذلك اليوم الذي دبر يهود بني النضير مكيدة لرسول الله (ص) وأرادوا قتله على يد أحد رجالهم، فكان النبي (ص) يجلس مع أصحابه فكانت إرادة الله فوق كل شيء ولم يريد الأذى للرسول ولا لأصحابه، فأرسل الله تعالى سيدنا جبريل عليه السلام إليه وأخبره بأن يحتاط حذرًا لأن هناك مكيدة مدبرة بقتله والتخلص منه على يد أحد رجال يهود بني النضير، علم الرسول (ص) بالمكيدة وغضب غضبًا شديدًا من أفعالهم التي لم يستطع السكوت عليها بعد ذلك لصبره عليهم سنوات طوالا.أرسل رسول الله (ص) إليهم محمد بن مسلمة يأمرهم في رسالته بالخروج من المدينة وألا يسكنوا بعد ذلك معهم وأنه قام بتأجيل هذا القرار كثيرًا، فلم يجد إلا الرد بالسوء والمكر، ومن سيجده منهم داخل المدينة سيأمر بإعدامه ويقطع رأسه، ولم يكن أمام رسول الله سوى هذا الأمر بعد أن تعدوا حدودهم معه وأساءوا أدبهم تجاه رسول الله.فلم يجدوا مفرًا سوى طاعة أوامر رسول الله (ص) بالخروج من المدينة، خاصة بعد معرفته بأمرهم ونقضهم المعاهدة التي كانت بينهم، تجهزوا للرحيل والخروج من المدينة وأعدوا أغراضهم، لكن رئيس المنافقين عبد الله بن سلول أرسل إليهم بالثبات ومنعهم من الخروج ورفض طلب محمد (ص) والمكوث في ديارهم فهم الأقوى وحرضهم على قتاله، كما أنه أكد لهم أنه سيقف إلى جوارهم وسيرسل إليهم ألفي رجل من عنده للدفاع عنهم والموت من أجلهم.اغتر يهود بني النضير بعد رسالة رئيس المنافقين إليه وأطاعوا أمره واعتقدوا أنه سيقف إلى جانبهم ويدافع عنهم هو ورجاله ولم يعرفوا أن المنافقين ليس لهم عهد ولا كلمة، عادت لليهود ثقتهم بأنفسهم كما أرسلوا إلى رسول الله أنهم لم يخرجوا من ديارهم فليصنع ما بدا له.ولأن رسول الله (ص) لم يكن ينطق بأي كلام و كان كلامه جدا صريحا في أمره، عقد العزم على قتالهم وأمر جيوشه بالاستعداد لهم حتى فرض عليهم الحصار داخل بيوتهم ومتاجرهم، استجار اليهود بالمنافقين إلا أنهم ابتعدوا عنهم؛ خوفا من جدية الأمر ومن جيش المسلمين وفروا هاربين، وتركوا أمر المواجهة بين اليهود ورسول الله (ص).دام الحصار ست ليال، وسلط الله تعالى جندا من جنوده ليصل إليهم وهو الرعب، فقذفه في قلوبهم من جيش المسلمين، ولم تفدهم حصونهم ولا عدتهم في شيء، لأن المسلمين كانت لهم قوة وهيبة يهاب منها كل من اقترب منهم، فما كان منهم إلا الاستسلام والخروج من المدينة كما أمر رسول الله (ص) واتجهوا إلى الشام، تاركين خلفهم الأرض والأموال والسلاح بعد أن انهارت معنوياتهم وتحطمت نفسيتهم أمام جيش الإسلام وكان ذلك في ربيع الأول من عام 4 هـ.