منوعات
غزوة "السويق"... فرضت هيبة المسلمين
الأربعاء 29 أبريل 2020
470
السياسة
غزوات الرسول 06إعداد – إيمان مهران:بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة واستحالة الحياة بمكة المكرمة بسبب إيذاء قريش المستمر للمسلمين ، وبعد الاستقرار النفسي الذي حققه المسلمون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة التعرف على المدن والقبائل المجاورة وكذلك الطرق التي تؤدي إلى قريش وغيرها من المدن المحيطة ، من أجل إرساء مفهوم الدين الإسلامي ونشرة لدى تلك القبائل المجاورة ، فكانت هذه هي الرسالة والعقيدة التي أمر الله بها رسوله الكريم. عمل الرسول صلى الله عليه وسلم على تأسيس الدولة الإسلامية منذ هجرته من مكة إلى المدينة المنورة، حتى يستطيع نشر الدين الإسلامي خارج حدود الجزيرة العربية، وبعد استيلاء كفار قريش على أموال المهاجرين في مكة، قرر النبي صلى الله عليه وسلم إقامة الكثير من الغزوات لاسترداد تلك الأموال؛ تطبيقًاً لقول الله تعالى في محكم التنزيل بسورة الحج: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ). كان الهدف الأسمى من الغزوات في العصر النبوي هو محاربة المشركين ونشر الدين الإسلامي، لذا قاد النبي صلى الله عليه وسلم أغلب المعارك العسكرية، لاسترداد حقوق المسلمين وفرض هيبة الدين الإسلامي.من هذه الغزوات، غزوة "السويق" التي كانت في شهر ذي الحجة في العام الثاني من الهجرة النبوية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى المتاع والمواد الغذائية والسويق، وهو عبارة عن شعير وقمح يتم قليه ثم يطحن، ويتناول مع السمن أو العسل أو الماء، هذه المواد كان يحملها المشركون بمن فيهم أبو سفيان، وتخلوا عنها حتى يستطيعوا الهروب من المسلمين، وعند عودة الرسول مع المسلمين والصحابة وجدوا ذلك السويق فأخذوه.تعود أحداث غزوة السويق إلى انتصار المسلمين على كفار قريش في غزوة بدر الكبرى، وتكبد المشركين للكثير من الخسائر، ومن هذا المنطلق قرر أبو سفيان الانتقام، وأطلق وعده الشهير "لا يمس رأسه الماء من جنابه" أي أنه لن يلامس النساء ولا يتطيب؛ إلا بعد أن يغزو المسلمين، وبعدها خرج برفقة 200 راكب من قبيلة قريش، حتى يفي بالوعد، ووصل إلى المدينة المنورة ليلاً، حتى وصل إلى بيت حُيي بن أخطب، الذي يعد من رؤساء اليهود، فطرق بابه، فلم يفتح له، مما جعله ينصرف حتى وصل إلى اليهودي "سلّام بن مشكم" صاحب خزانة أموالهم التي يدخرونها وغنائهم التي يعيرونها لأهل مكة، فعلم منه بأحوال المهاجرين والأنصار. وبمساعدة يهود بني النضير، أرسل أبو سفيان أشخاصا من قبيلة قريش إلى شرق المدينة، فحرقوا الكثير من النخل منها، وقتلوا رجلين أحدهما من الأنصار يدعى معبد بن عمرو، ثم عاد رجال أبو سفيان، الذي رأى أنه بهذه الواقعة أوفى بنذره وقام بغزو المسلمين، ثم عاد ورجاله إلى مكة، وبهذا انطلقت شرارة غزوة السويق.بمجرد علم الرسول بما فعله أبو سفيان، قرر الخروج إليه في اليوم الخامس من شهر ذي الحجة، برفقة 200 مقاتل من المهاجرين والأنصار، وعندما وصل الخبر إلى المشركين بخروج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المقاتلين، بثت تلك الأنباء الرعب في قلوب الكفار، خوفاً من لقاء المسلمين، ولهذا قاموا بالتخلص من السويق الذي يحملونه، حتى يتمكنوا من تخفيف الحمل والهرب من قتال المسلمين، وبعد أن وصل النبي (ص) إلى مكان تواجد أبي سفيان ورجاله في منطقة "قرقرة الكدر"، لم يجدوا أحدا؛ نظراً لفرارهم وابتعادهم عن المكان، ولهذا رجع المسلمون إلى المدينة المنورة في العاشر من ذي الحجة بدون أي قتال مع المسلمين.وتمثلت أبرز نتائج غزوة" السويق" في خوف المشركين بقيادة أبو سفيان من النبي (ص) وأصحابه، وأيضاً الاستفادة من المتاع والسويق التي تركها أبو سفيان ورجاله.