الأحد 04 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

غزوة العشيرة... فتحت باب المعاهدات

Time
الأحد 26 أبريل 2020
View
5
السياسة
غزوات الرسول (3)

إعداد – إيمان مهران:

بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة واستحالة الحياة بمكة المكرمة بسبب إيذاء قريش المستمر للمسلمين ، وبعد الاستقرار النفسي الذي حققه المسلمون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة التعرف على المدن والقبائل المجاورة وكذلك الطرق التي تؤدي إلى قريش وغيرها من المدن المحيطة ، من أجل إرساء مفهوم الدين الإسلامي ونشرة لدى تلك القبائل المجاورة ، فكانت هذه هي الرسالة والعقيدة التي أمر الله بها رسوله الكريم.


وقعت "غزوة العشيرة" فى أواخر شهر جماد الأول الموافق 2 هجرية، وكان هدفها الرئيسى تجاريا اقتصاديا، من خلال استرداد أموال وممتلكات المسلمين التى نهبها أهل قريش، وإرباك وزعزعه نفوس الكفار وتوطيد مراكز المسلمين وسيطرتهم، وبالرغم من أن هذه الغزوة لم تجد قتالا ولا مواجهة بين جيوش المسلمين وقريش، إلا أنها حققت أهدافا أخرى كبداية لترسيخ ثوابت وأساس الدولة الإسلامية.
فمن المعروف أن المسلمين لم يسلموا من أذى وكيد كفار قريش أثناء تواجدهم بمكة المكرمة، والتعرض للكثير من المكر والأعمال المنافية للآداب الإسلامية، رغم أن الرسول كان يريد مكة مركزا لنشر الدين الاسلامى واستقرار دولة المسلمين، ولكن بعد التعرض المستمر لإيذاء وتعذيب المسلمين، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة، بهدف نشر تعاليم الدين الاسلامى واستقرار المسلمين، فترك المسلمون خلفهم بمكة ممتلكاتهم وأموالهم وبيوتهم، فقرر الرسول بالقيام بمعركة وغزوة العشيرة في العام الثاني الهجرى، ومنطقة العشيرة هى منطقة موجودة قرب ينبع حاليا و تبعد 2 كيلو متر عن قرية مبارك، فخطط الرسول صلى الله عليه وسلم لحصار قوافل قريش التجارية بمنطقة العشيرة، اثناء رحلتها بين مكة والشام بالقرب من المدينة المنورة.
استخلف الرسول صلى الله عليه وسلم قبل خروجه من المدينة الصحابى أبا سلمه بن عبد الأسد المخزومى، حيث كان يحرص على استخلاف أحد الصحابة مكانه أثناء خروجه من المدينة لتدعيم روح القيادة فى نفوسهم والقدرة على تحمل المسئولية، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجبر أحدا للخروج معه فى الغزوة فقد كان الخروج اختياريا.
خرج الرسول بنفسه قائدا لجيش المسلمين ومعه 150 من الجنود، وحمل اللواء حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه، وهو عم الرسول وأخوه في الرضاعة، كما أن قريب له من جهة أمه فأمه أبنه عم والده الرسول، لقب بسيد الشهداء وأسد الله وأسد رسوله، لأنه كان فتى شجاعا كريما سمحا، أشد فتى فى قريش قبل الهجرة مع النبى وأعزهم شكيمة، وقد قتل على يد وحشى بن حرب الحبشى ومثل به المشركون وبقرت هند بنت عتبه بطنه فأخرجت كبده، وعندما خرج الرسول بحثا عنه ببطن الوادى وجده قد مثل به، فلم ير منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال" رحمك الله فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخير " ودفنه.
أما عن قوافل قريش فكانت متوجهة من مكة إلى الشام برجالها وبعيرها بقيادة إبى سفيان وحلفائهم من القوافل الأخرى بنى مدلج وبنى النضير، وعندما وصل لقوافل قريش خبرا بأن جيوش المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طريقها إليهم لمحاصرتهم وغزوهم واسترداد ما تم نهبه من المسلمين بمكة، فأمرهم قائدهم بالإسراع إلى مدن الشام.
وعندما وصل جيش المسلمون إلى مكان سير قوافل قريش بين مكة والشام لم يجدوا أى منها، وقد رحل الجميع مسرعين إلى الشام وعلم المسلمون أن هناك أنباء قد تسربت إليهم بقدوم المسلمين، ولم تحدث أى مواجهه بين المسلمين والكفار فى هذه الغزوة.
فأمر الرسول بالاستقرار عدة أيام فى العشيرة، وانتظار قريش أثناء عودتهم من الشام، ومهاجمتهم إلا أن الأنباء وصلت إلى قائدهم أبى سفيان فقام بتغيير مسار القوافل أثناء عودتها من الشام إلى مكة المكرمة.
وأثناء استقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيوشه بمنطقة العشيرة، تم عقد معاهده بينه وبين بنى مدلج وحلفائهم من بنى النضير الذين كانوا مواليين لقريش، وأصبحوا فى صفوف المسلمين وتخلوا عن حلفهم من قريش، مما أدى بعد ذلك إلى إضعاف قوة ومعنويات قريش، وتخويفهم وإرباكهم حتى علموا أن المسلمين أصبحوا شوكه فى ظهورهم، وأصبحوا يشكلون قوة فى المدينة، ومن بعدها بدأت القبائل العربية التحالف مع المسلمين بعد هذه المعاهدة، وبدأت ترتفع معنويات وثقه المسلمين.
آخر الأخبار