الأربعاء 09 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

غزوة حمراء الأسد... ردت اعتبار المسلمين

Time
الأحد 03 مايو 2020
View
5
السياسة
غزوات الرسول

كانت هزيمة "غزوة أحد" قاسية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خصوصا بعد أن فقدوا فيها 70 رجلا من الصحابة ، بات المسلمون ليلتها يحرسون المدينة ومداخلها خشية عودة المشركين إليهم واللحاق بهم في عقر دارهم ، وكلهم عزم على ضرورة رد الاعتبار ورد كيد الكائدين والثأر لدماء الشهداء، لم يمر يوم واحد حتى أمرهم الرسول بدفن الشهداء وإعداد العدة وجمع الجيش للخروج إلى غزو قريش، خصوصا بعد انتشار شائعة مقتل الرسول في غزوة أحد ،وصعود أبي سفيان قائد جيش قريش على جبل أحد ، حيث ظل ينادي في المسلمين على رسول الله، وابن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، ليتأكد من مقتلهم ، فلم يجيبوه واعتقد أن الثلاثة قضي عليهم، خاصة بعد انتشار إشاعة مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لذلك كان من الضروري مواجهة الكفار بأسرع وقت. أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح بالخروج في جيش المسلمين وأن يؤذن في الناس لحثهم على الخروج للقتال ومواجهة الكفار بكل حماس، بالإضافة إلى تواجد جميع أفراد الجيش الذين خرجوا معه من قبل. كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإعدام معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بتهمة التجسس، فبعد عودة جيش المشركين في غزوة أحد ظل معاوية يتجسس على أخبار المسلمين وينقلها إلى قريش، وعندما علم باكتشاف أمره فر هاربًا من المسلمين خوفًا من بطشهم ومعاقبته ؛ إلا أن عمار بن ياسر وزيد بن حارثة لحقا به وقبضا عليه، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتله بتهمة التجسس وإفشاء أخبار المسلمين إلى قريش.
خرج جيش المسلمين لغزو أعداء الله بعد أن أمر الرسول بالإسراع في ذلك؛ وتفاديًا الأضرار التي قد تلحق بالمسلمين بالمدينة؛ وتحسبًا من غزو الكفار إليهم، لأنهم كانوا مصرين على غزوهم للمدينة المنورة، خاصة أنه بعد انتهاء غزوة أحد وإيقان الكفار بالنصر على المسلمين. وفي الطريق أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يبث فيهم روح الجهاد تنفيذًا لأوامر الله وكتابة بمقاتلة الأعداء، كما قاتلوهم ورد كيدهم مما ساهم في رفع روحهم المعنوية بعد هذه الهزيمة التي لحقت بهم وإحباطهم فور استشهاد أصحابهم.
واصل جيش المسلمين مسيرته بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمرهم بان يعسكروا في منطقة حمراء الأسد وذلك في الثامن من شهر شوال الموافق 3 هجرية، التي تقع جنوب المدينة، وبالرغم من جرح النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه؛ إلا أنه صمم على مواجهة المشركين والانتصار عليهم، وأثناء إقامة معسكر المسلمين لغزو قريش، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من المشركين يدعى معبد بن أبي معبد الخزاعي يريد الإسلام، فتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والمسلمين، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم التحقق من إسلامه فأمره بشن حرب نفسية على جيش قريش؛ بهدف زعزعه إرادتهم وزرع الخوف بين صفوفهم بنشر أخبار عن المسلمين بأنهم قادمون بأعداد ضخمة تعادل أعداد قريش وعزيمة لم ير مثلهم من قبل، ولأن "معبد" كان من بينهم ولم يعلموا بعد بإسلامه صدقوه وأيقنوا أن جيش المسلمين استردوا قوتهم وعزيمتهم ورغبتهم في القتال السريع، وكان أبو سفيان يريد الخروج إلى جيش المسلمين لاستئصالهم؛ إلا أن هذه الإشاعة زحزحته عن رغبته وأبعدته عما كان ينوي عليه فلم يترك مكة هو وجيشه ، ولم يذهب لقتال المسلمين بمنطقة حمراء الأسد، حتى أضطر المسلمون إلى العودة إلى المدينة دون قتال بعد التأكد من اضطراب جيش قريش.

آخر الأخبار