الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

غليان البركان الافريقي!

Time
الخميس 03 أغسطس 2023
View
84
السياسة

صالح بن عبد الله المسلّم

افريقيا ذات الموقع الجغرافي المُميّز، ومُنذُ القدم تتنافس القوى العُظمى على ثرواتها ومكانتها، فهي القارة السمراء العروسة لهؤلاء الصينيين والاميركيين والاوروبيين والروس!
وتؤدي فرنسا دورا رئيسيا، بل هي "رأس الحربة"، حيث سيطرت منُذ عام 1885 على ثروات ومُكتسبات المنطقة قبل أن تتقلّص، وتتلاشى قوتها رويدا رويدا.
وهُنا انطلقت القوى الأخرى في نشاطها للحصول على كعكة من هذه المنطقة!
يتزاحم الكبار على هذه المنطقة، وتبقى افريقيا على شفا حُفرة من البراكين، وبخاصة ان عين الروس الثاقبة اطلقت العنان للاهتمام بها، والدخول في استثمارات هائلة لا سيما في مجالات الطاقة، والتي أصبحت اكبر مصدر للمنطقة.
ومع الوجود العسكري الصيني والاميركي أصبح لهذه القوى وجودها في المنطقة، واصبح "اللعب ع المكشوف"، وما اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات التي تعقدها أوروبا واميركا والروس، كُلاً على حدة بما يسمى المُنتدى الافريقي ــ الروسي، أو الافريقي ـــ الأوروبي إلا نتاج لهذه التحركات للتواجد الفعلي في المنطقة.
بالأمس كانت عودة للروس عن طريق الاستثمارات واللقاءات بين الزعماء الأفارقة وبين بوتين، وإعادة فتح السفارة الروسية في بوركينا فاسو، التي كانت مُغلقة منذ اكثر من ثلاثين عاما.
افريقيا ليست بلدانا فقيرة، بل تمتلك ثروات هائلة وطائلة ولكنها بلدان تفتقر الى الهدوء والاستقرار، والى شعب يقول كلمته ضد الطغيان، والمُستبدين، والطامعين، والطامحين للسلطة ليتناولوا من الكعكة اكبر حصة مُمكنة.
وهؤلاء هم من يجلبون العار والدمار لبلدانهم ويفسحون الطريق للتدخلات الأجنبية كي يضمنوا البقاء، رغم ان هؤلاء "القادمين من الخارج" لا أمان لهم كون مصلحتهم مؤقتة، وتتم إزاحة المسؤول حين الانتهاء من دورة، فلعبة الشطرنج أساسية في افريقيا من التدخلات الخارجية، والقوى الأجنبية وبناء على مصالحها الخاصة.
ونحن نعلم ان افريقيا تمتلك ثروات نفطية وغازية وذهبا والماسا، وتمتلك ثروات بشرية واراضي خصبة للإنتاج الزراعي والحيواني، ولديها مخزون من المياه، لكن رغم كل تلك الثروات الا انها تعيش أسوأ حالاتها ومُنذ ُ القدم، كون هذه الثروات مُهملة، ومُستغلة من النازحين وفئات قليلة من المُتحكمين بها، وهذه القلة تحكم الدولة، وبالتالي نجد الانقلابات العسكرية تتوالى في هذه المنطقة من العالم.
بالأمس كانت النيجر، التي أطاح العسكر الرئيس، ومن قبلها مالي، وهناك اقتتال في السودان، وغيرها من الحراك الاقتصادي - السياسي المُعاكس لرغبات شعوب هذه المنطقة، وهي مغلوبة على امرها لا حول لها ولا قوة، وبالتالي أصبحت هذه الدول في صراعها على الكعكة الافريقية تتوافق في تيار واحد ونظرة واحدة، وهي التدخل الخارجي، و"كش ملك" للمسؤول الذي كان رئيساً لفترة وجيزة لتنفيذ مهمات، وأيديولوجيات مُعينة، ومصالح مُتبادلة والضحية هُنا شعوب تلك المناطق.
لن تهدأ تلك الدول المُسيطرة على اقتصادات العالم، وعلى قوة العالم من التلاعب في تلك الدول وغيرها لاستمرار سيطرتها على الثروات، مع انتهاكات لحقوق الإنسان، وموت الملايين في القارة السوداء، والعيش تحت خط الفقر للملايين منهم.
ولن يُحرّك قلوب هذه الدول ممّا يجري لهؤلاء "نبت شعره" فالمُهم بقاء الثروات في أيديهم، وحلب البقرة الحلوب المُنتجة واستمرار البيض من الذهب والفضة، واستمرار تدفق الغاز والطاقات لبلدانها، وما بعد ذلك فلا يعني لتلك الدول شيئا، وكُل ما يُقال من بيانات، وما يحصل للإعلام من مؤتمرات ومناشدات لإنقاذ هذه الدول ومساعداتها إلا رمل يرش على العيون
و"بروبغندا"، لا تؤكل عيشاً لهؤلاء الفقراء في القارة الافريقية الغارقة في بحور من البراكين الجاهزة بمفاتيحها للانفجار في أي لحظة من قبل هؤلاء المُسيطرون!

كاتب سعودي

آخر الأخبار